أقرّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، بأن خفض التمويل الأميركي قد ترك الوكالة تعاني من عجز كبير في الميزانية، مما سيجبرها على تقليص عملياتها وتخفيض عدد موظفيها. وفي كلمته أمام الدول الأعضاء، أشار إلى أن "الخفض المفاجئ في الدخل ترك لنا فجوة كبيرة في الرواتب، ولم يترك لنا خيارًا سوى تقليص نطاق عملنا وقوتنا العاملة". المنظمة تستعد لانسحاب الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مانح لها، في كانون الثاني المقبل. وقدمت الولايات المتحدة 1.3 مليار دولار لمنظمة الصحة العالمية للفترة 2022-2023، وهي مساعدات طوعية لمشاريع محددة، وليس رسوم عضوية ثابتة. وقد أوقفت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دفع رسوم العضوية المتفق عليها لعامي 2024 و2025، مع تجميد مساعداتها الخارجية بشكل شبه كامل. تيدروس أشار أيضًا إلى أن "رفض الولايات المتحدة دفع مساهماتها المقررة لعامي 2024 و2025، إلى جانب خفض المساعدات الإنمائية من بلدان أخرى، يعني أننا نواجه فجوة في الرواتب للفترة 2026-2027 تتراوح بين 560 و650 مليون دولار". كما أوضح أنه لن يتم تحديد عدد الموظفين الذين سيتم تسريحهم، لكن التأثير الأكبر سيكون في المقر الرئيسي للمنظمة في جنيف، حيث سيتم تقليص فريق القيادة العليا وعدد الأقسام بشكل ملحوظ. تيدروس أكد أن المكاتب الإقليمية ستتأثر بشكل متفاوت، مع احتمال إغلاق بعض المكاتب في البلدان الأكثر ثراء. وأشار إلى أهمية زيادة رسوم العضوية التي وافقت عليها الدول الأعضاء في 2022، مما سيساعد المنظمة في التغلب على بعض التحديات المالية. وفي الختام، شدد تيدروس على ضرورة تركيز المنظمة على مهامها الأساسية ومساعدة البلدان في تحقيق الاعتماد على الذات، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة للدعم.