أعاد استهداف حقول كورمور للغاز في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق تسليط الضوء على الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، بعد توقف دام لأكثر من عام. يأتي هذا الهجوم في وقت حساس يشهده العراق، حيث يواجه ضغطًا داخليًا وخارجيًا مرتبطًا بتشكيل الحكومة واستقلال العراق عن إيران في مجال الطاقة.
استهدفت طائرة مسيرة خزانات الغاز في حقل كورمور، مما أدى إلى انفجار كبير وحريق، دون تسجيل أي خسائر بشرية. يقع هذا الحقل بين مدينتي كركوك والسليمانية، وقد تعرض لهجمات سابقة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. وأكدت خلية الإعلام الأمني أن هذا الاعتداء يمثل تهديدًا لمصالح العراقيين، مريمة بملاحقة المهاجمين.
أدى الهجوم إلى انقطاع إمدادات الغاز بالكامل لمحطات الكهرباء في الإقليم، حيث أفادت وزارة الموارد الطبيعية ووزارة الكهرباء بأن الهجوم تسبب في انخفاض كبير في الطاقة الكهربائية. من جهة أخرى، أكدت شركة دانة غاز أن الإنتاج قد توقف للسيطرة على الحريق.
رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، أدان الهجوم واصفًا إياه بالجبان، مطالبًا الحكومة الاتحادية بملاحقة الجناة. كما دعا بارزاني الشركاء الدوليين إلى توفير المعدات الدفاعية اللازمة لحماية البنية التحتية.
من جانب آخر، ربط الباحث السياسي محمد زنكنة الهجوم بزيارات دبلوماسية أمريكية، مشيرًا إلى أن الرسائل التي يحملها تتعلق بتشكيل الحكومة العراقية والضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني. وأكد أن الهجوم قد يؤدي إلى تأخير تشكيل الحكومة، ولكنه لن يؤثر على مشاركة الكرد فيها.
أما الباحث الأمني مجاشع التميمي، فأفاد بأن الفاعلين المسلحين يقفون وراء الهجوم كوسيلة للضغط السياسي والأمني، مشيرًا إلى أن التوقيت يتزامن مع الحراك الأمريكي في المنطقة. وأوضح أن الهجوم يهدف إلى تذكير الأطراف بأن القدرة على تعطيل المنشآت الحيوية لا تزال قائمة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في العراق.