في دراسة حديثة، قام فريق من الباحثين باستكشاف تأثير زيادة الوزن والسمنة على العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) والذكاء. وقد أظهرت نتائج الدراسات على مدى الخمسين عامًا الماضية وجود علاقة عكسية بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ومستويات الذكاء، مما يعني أن الأفراد الذين يعانون من السمنة يميلون إلى امتلاك مستويات ذكاء أقل. تسائل الباحثون عن مدى تغير هذه العلاقة مع الزيادة الكبيرة في انتشار السمنة، التي أطلق عليها "وباء السمنة". وقد أظهرت دراسات سابقة في الدنمارك أن العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والذكاء كانت مستقرة على مر الزمن، رغم زيادة حالات السمنة. في هذه الدراسة، تم تقييم العلاقة في مجموعتين من الذكور الدنماركيين. الأولى تضم مواليد بين 1939 و1959، والثانية مواليد بين 1983 و2001. تم إجراء فحوصات معرفية وبدنية على المشاركين في عمر 18 عامًا، مع قياس الوزن والطول وحساب مؤشر كتلة الجسم. استخدم الباحثون اختبار قياسي لتقييم الذكاء، وأظهرت النتائج أن المجموعة الثانية كانت لديها معدلات سمنة أعلى (6.7%) مقارنة بالأولى (0.8%). ورغم أن متوسط درجات اختبار الذكاء كان أعلى قليلاً في المجموعة الثانية (41.1) مقارنة بالأولى (39.4)، إلا أن العلاقة العكسية بين السمنة والذكاء ظلت ثابتة. كما أكدت الدراسة أن الأشخاص ذوي مؤشر كتلة جسم منخفض حققوا أعلى درجات في اختبار الذكاء، ومع زيادة مؤشر كتلة الجسم، بدأت درجات الذكاء في الانخفاض تدريجياً. ومع ذلك، بعد بلوغ مؤشر كتلة جسم يقارب 38 كغ/م²، استقر مستوى الذكاء ولم يتغير بشكل ملحوظ. تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية فهم العلاقة بين السمنة والقدرات المعرفية، مما يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات الصحة العامة لمكافحة السمنة وتحسين الوظائف المعرفية.