وافق مجلس الوزراء على مشروع تأهيل وتطوير وتشغيل مطار بغداد الدولي بالتعاون مع مشغّل عالمي من القطاع الخاص، وذلك استجابة للحاجة إلى تحسين الخدمات بما يتماشى مع المعايير الدولية لسلامة وأمن الطيران. جاء ذلك نتيجة لتراجع وجود شركات الطيران الدولية، حيث يتطلب تحقيق المعايير المطلوبة إدارة فعّالة ومشغل مؤهل، مما يعكس أهمية هذا المشروع في رفع مستوى المطار بما يتناسب مع سمعة العراق.
في هذا السياق، تم التعاقد مع مؤسسة التمويل الدولية في أواخر عام 2023 لتقديم الاستشارات اللازمة لضمان جذب شركات عالمية متخصصة وإعداد الكراس الاستثماري للمطار. وقد تقدمت 14 ائتلافًا من جنسيات مختلفة لتأهيل وتشغيل المطار، وتم استبعاد أربعة منها لعدم توافقها مع متطلبات الخبرة والكفاءة المالية.
في شهر أيار الماضي، أطلقت دائرة المطارات في وزارة النقل عطاءات للائتلافات العشرة التي اجتازت مرحلة التأهيل، وشُكلت لجنة حكومية لدراسة الطلبات المقدمة من تلك الائتلافات. بعد ذلك، انسحب عدد من الائتلافات لعدم قدرتها على تلبية المتطلبات، مما أدى إلى تقليص العدد إلى ثلاثة ائتلافات متنافسة.
جرى فتح العطاءات المالية في 19 تشرين الأول 2025، حيث اختير ائتلاف CAAP لتقديمه أفضل عرض مالي، الذي يتضمن حصة للخزينة المركزية تبلغ 43.05% من الإيرادات السنوية للمطار. في حين قدم ائتلاف ASYAD حصة أقل نسبتها 38.05%.
تتضمن التزامات المستثمر الفائز بناء صالة حديثة للمسافرين بسعة تصل إلى 15 مليون مسافر سنويًا، تأهيل مدارج الطائرات، إنشاء 15 جسرًا لإركاب المسافرين، وتشييد بناية متكاملة لسلطة الطيران المدني، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى الهادفة إلى تحسين مستوى الخدمات بالمطار.
من المتوقع أن يوفر هذا المشروع حوالي 1000 فرصة عمل جديدة لكل مليون مسافر إضافي، كما سيستثمر المستثمر حوالي 764 مليون دولار لتطوير المطار دون أي تكلفة على الحكومة خلال فترة عقد الامتياز. يُعد هذا العقد من أفضل العقود الاستثمارية منذ عام 2006 من حيث العائد للخزينة المركزية والشفافية.