أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن "سوريا في مرحلة بناء ومن الضروري أن يكون لديها علاقات طبيعية مع جميع الدول". جاء ذلك خلال قمة كونكورديا المنعقدة في نيويورك، بالتزامن مع أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح أن "سوريا اتخذت سياسة بأن تكون لديها علاقات هادئة مع جميع الدول، وألا تكون مصدر تهديد لأي أحد".
وتحدث الشرع عن تطورات المفاوضات مع تل أبيب، مشيراً إلى الفارق الكبير بين سوريا والدول الموقعة على الاتفاقيات الإبراهيمية. وأكد أن "إسرائيل لا زالت تحتل الجولان، رغم أنها أرض سورية باعتراف الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة على سوريا".
وأضاف: "سجلنا نحو 1000 غارة دمرت فيها إسرائيل العديد من المؤسسات السورية العسكرية والمدنية، وأجرت 400 توغل عسكري بري داخل الأراضي السورية، كما اعتقلت وقتلت بعض الأشخاص، الأمر الذي يمثل عدواناً على سوريا". واعتبر أن قصف القصر الجمهوري مرتين على التوالي يعد "إعلان حرب"، مضيفاً: "رغم ذلك، سوريا تتجه نحو تهدئة الأمور، والقيادة الحالية تحاول تجنيب سوريا الدخول في معركة مع أي كان".
وأوضح أنه يمكن الحديث عن علاقة مع إسرائيل بعد الاتفاق الأمني، مشيراً إلى أن التفاوض مع تل أبيب يمر بعدة مراحل، ومن الممكن مناقشة المخاوف الأمنية عبر وسطاء إقليميين وعالميين. وتابع: "نحاول الدخول في مفاوضات لتهدئة الأمور، وإذا نجحت التهدئة والتزمت إسرائيل بما تتفق عليه، يمكن أن يتطور المشهد لمناقشة مسائل أخرى كالجولان المحتلة ومستقبل العلاقة بين إسرائيل وسوريا على المدى البعيد".
واختتم بالقول: "الشارع العربي والإسلامي يشعر بالغضب مما يحدث في غزة، وهي عوامل تؤثر على المزاج العام. نحن حكومة خرجنا في ظل الثورة، ويجب أن نكون صدى الشعب، وكل خطوة نتخذها يجب أن يكون الشعب على دراية بها، ونبحث عن وسائل تدفع للعيش المشترك السليم على مدى أطول".