أشاد نائب الممثل الخاص والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق، غلام إسحاق زاي، بالاستراتيجيتين الوطنيتين لإعادة إدماج العراقيين العائدين من شمال شرق سوريا، مؤكدًا التزام الأمم المتحدة الكامل بدعم الحكومة العراقية في تنفيذ هذه الاستراتيجيات.
وخلال مؤتمر إطلاق الاستراتيجية الوطنية لإعادة الإدماج، قال إسحاق زاي: "بالنيابة عن الأمم المتحدة في العراق، أشيد بحكومة العراق، ولا سيما وزارة الهجرة والمهجرين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على قيادتهم في إعداد استراتيجية إعادة الاندماج، واستراتيجية التواصل الخاصة بالعائدين من شمال شرق سوريا".
وأضاف: "الوثيقتان ليستا مجرد أوراق عمل، بل هما إنجازات ملموسة لفريق عمل إعادة الاندماج، وركيزتان أساسيتان في إطار خطة الأمم المتحدة الواحدة".
وأوضح أن "إعادة الاندماج هي العامل الأهم في معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والتشدد، ونجاح هذه العملية يعزز التماسك المجتمعي ويقلل من فرص الاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة، ويسهم في تحقيق الاستقرار والسلام المستدام"، مؤكدًا أن "هذه الاستراتيجيات تشكل خطوة مهمة نحو اتباع نهج أكثر تنسيقًا وشمولاً واستدامة".
وتابع: "بعد إطلاق هذه الاستراتيجية، يبقى التنفيذ هو الأهم، وذلك من خلال ترجمتها إلى إجراءات ملموسة على الأرض، عبر تحديد واضح للأدوار والمسؤوليات، واعتماد منهجيات موحدة، وضمان التناغم بين تدخلات الحكومة والأمم المتحدة على المستوى المحلي".
وأشار إلى أن "المعيار الحقيقي لنجاح هذه الوثيقة لا يكمن فقط في محتواها، بل في كيفية تطبيقها بشكل فعال".
وأكد إسحاق زاي على ضرورة المتابعة المستمرة وآليات رقابة واضحة مع توفير تمويل مستدام، مشددًا على أن "بدون هذه المقومات، حتى أقوى الاستراتيجيات قد لا تحقق النتائج المرجوة".
ولفت إلى التحديات التي يواجهها العائدون، مثل الوصمة الاجتماعية والصعوبات القانونية والإدارية، بالإضافة إلى عقبات في الوصول إلى الخدمات وسبل العيش، في الوقت الذي تتعرض فيه المجتمعات المستضيفة لضغوط متزايدة على مواردها المحدودة.
وأوضح أن "إعادة الاندماج لا تعني فقط العودة الجسدية، بل تعني استعادة الكرامة، وبناء الثقة، وخلق فرص حقيقية للأفراد والأسر".
وأكد التزام الأمم المتحدة الكامل في العراق بدعم الحكومة في تنفيذ هذه الرؤية، مشددًا على "أهمية مواصلة العمل لضمان أن تكون العودة من شمال شرق سوريا آمنة وطوعية وكريمة، وأن يحظى جميع العراقيين بفرصة حقيقية لإعادة بناء حياتهم بأمل وأمان".
وأعرب عن شكره لوزارة الهجرة والمهجرين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على قيادته والجهود المهمة، مشيدًا بمساهمات المنظمة الدولية للهجرة، واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي، وغيرهم من الشركاء الذين يواصلون العمل لدعم جهود إعادة الاندماج في العراق.
واختتم بالقول: "معًا يمكننا تحويل هذه الاستراتيجية إلى عمل والعمل إلى أثر مستدام".