كشفت دراسة طبية حديثة عن نتائج واعدة لعلاج تجريبي يمكن أن يحسن بشكل كبير فترة بقاء مرضى سرطان الجلد المتقدم دون تدهور حالتهم الصحية.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون أمريكيون، أن الجمع بين نوعين من العلاجات أدى إلى تحسن ملحوظ في استجابة المرضى مقارنة بالعلاجات التقليدية. تعتمد الطريقة العلاجية الجديدة على دمج آلية تحفيز المناعة مع استهداف مباشر للخلايا السرطانية، مما يخلق تأثيرًا تآزريًا أقوى في مكافحة المرض.
أفاد الباحثون أن الجمع بين دواءي "أفيليماب" و"سيتوكسيماب" يحقق نتائج مبشرة لمرضى سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي المتقدم. ووجدت النتائج أن المرضى الذين تلقوا هذا المزيج العلاجي استجابوا بشكل أفضل بأربع مرات مقارنة بمن تلقوا العلاج المناعي وحده.
يُعرّف سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي المتقدم بأنه مرحلة خطيرة من سرطان الجلد، حيث ينتشر الورم بشكل عميق في الجلد أو ينتقل إلى أعضاء أخرى. تشمل أبرز أعراضه ظهور تقرحات جلدية لا تلتئم ونمو كتل صلبة، مما يستدعي علاجًا مكثفًا لوقف تقدمه.
أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة الدكتور دان زاندربرج من مركز UPMC هيلمان للسرطان، وشملت 57 مريضًا يعانون من مراحل متقدمة من المرض. وقد لاحظ الباحثون أن متوسط فترة بقاء المرضى دون تدهور حالتهم ارتفع من 3 أشهر إلى 11 شهرًا عند استخدام العلاج المزدوج.
يعمل الدواءان بطريقتين متكاملتين، حيث يُستخدم "أفيليماب" كمنشط للمناعة، بينما يستهدف "سيتوكسيماب" الخلايا السرطانية مباشرة. ويعكس هذا التآزر بين الآليتين النتائج الإيجابية التي تم رصدها.
ورغم هذه النتائج الواعدة، يحذر الباحثون من أن هذا المزيج ليس جاهزًا بعد ليصبح علاجًا قياسيًا، خاصة مع وجود أدوية أخرى أكثر تطورًا أثبتت فعالية أكبر في دراسات سابقة.
تمثل هذه النتائج خطوة مهمة نحو تحسين خيارات العلاج للمرضى، وتؤكد على أهمية الاستمرار في الأبحاث السريرية لإيجاد حلول أكثر فعالية لهذا النوع من السرطانات.