تواصلت الاحتجاجات في العاصمة الليبية طرابلس لليوم الثاني على التوالي، حيث خرج المئات إلى الشوارع مطالبين برحيل عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة المعترف بها دولياً. تجمع المتظاهرون في ميدان الشهداء، وسط المدينة، في وقت شهدت فيه البلاد أعمال عنف أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
بدأت الاشتباكات بعد أن أطلق "اللواء 444" التابع لوزارة الدفاع عملية عسكرية ضد "جهاز دعم الاستقرار"، مما أدى إلى مقتل رئيسه عبد الغني الككلي، وهو أحد القادة البارزين للمجموعات المسلحة في طرابلس. ووسط الاحتجاجات، قُتل عنصر أمن خلال محاولة متظاهرين اقتحام مقر الحكومة، ما أثار توترات جديدة في العاصمة.
الحكومة اعتبرت أن محاولة الاقتحام تعدياً على مؤسسات الدولة، وأكدت أن الأجهزة الأمنية أحبطت تلك المحاولة. منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسامات وصراعات، حيث تدير شؤونها حكومتان متنافستان.
فيما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في طرابلس، مع عودة العديد من المواطنين إلى أعمالهم، إلا أن الوضع السياسي لا يزال غير مستقر. وقد أُفيد باستقالة ستة وزراء ونواب في الحكومة.
في تطور آخر، أعلن خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، عن بدء مشاورات مع البرلمان لاختيار شخصية وطنية لتشكيل حكومة جديدة. وفي الوقت نفسه، أكد الدبيبة خلال لقائه مع وجهاء من طرابلس أن حكومته تسعى إلى حل سريع لأعمال العنف.
فيما قامت تركيا بإجلاء 82 من مواطنيها بسبب النزاع المستمر، يُظهر الوضع في طرابلس أن المدينة لا تزال تشهد اشتباكات sporadic بين المجموعات المسلحة، رغم الهدوء النسبي الذي ساد منذ وقف إطلاق النار في حزيران 2020.