حقق علماء الفلك إنجازاً علمياً بارزاً يكشف عن أحد الألغاز الكونية المحيطة بأكبر تراكم مجري معروف، المسمى "سور هرقل-الإكليل الشمالي العظيم". تشير النتائج الجديدة إلى أن هذا الهيكل الضخم أقرب إلى الأرض مما كان يُعتقد سابقاً.
يتكون "سور هرقل" من مجموعات هائلة من المجرات، تشكل ما يُعرف بـ "الخيوط" في الشبكة الكونية، ويمتد عبر السماء بين كوكبة العواء وكوكبة التوأمين. كان يُعتقد سابقاً أن طول هذا السور يصل إلى 10 مليارات سنة ضوئية، وارتفاعه 7.2 مليار سنة ضوئية، وسماكته مليار سنة ضوئية، لكن البيانات الجديدة تشير إلى أن أجزاء منه أقرب إلينا بكثير.
هذا الهيكل الضخم يشغل حوالي 10% من الكون المرئي، في حين أن مجرة درب التبانة تُعد جزءاً من هيكل أصغر يُعرف باسم "لانياكيا". استخدم العلماء في دراستهم انفجارات أشعة غاما، التي تُعتبر علامات مثالية لتحديد مواقع المجرات البعيدة، حيث إنها ناتجة عن انهيار النجوم العملاقة أو تصادم نجوم نيوترونية.
الاكتشاف يثير تساؤلات حول "المبدأ الكوني" الذي يفترض تجانس الكون في المقاييس الكبيرة، حيث يدفع وجود هياكل ضخمة وغير منتظمة مثل "سور هرقل" العلماء لإعادة التفكير في فهمنا للكون.