أظهرت دراسة حديثة من جامعة بايلور الأمريكية نتائج تدحض الفكرة الشائعة بأن التكنولوجيا تؤثر سلباً على القدرات الإدراكية. حيث كشفت الدراسة عن تأثيرات إيجابية للتكنولوجيا على صحة الدماغ، مستندة إلى تحليل أكثر من 136 دراسة سابقة شملت حوالي 400,000 شخص بالغ خلال متابعة استمرت في المتوسط لست سنوات. ونشرت النتائج في مجلة Nature Human Behaviour، حيث أكدت أن استخدام التكنولوجيا الرقمية قد يقلل من خطر ضعف الإدراك بنسبة تصل إلى 58%، حتى بعد أخذ عوامل مثل الجنس والعمر والتعليم بعين الاعتبار. وأشار مايكل سكولين، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن "الكثير من الأحاديث تدور حول كيفية تأثير التكنولوجيا الضار علينا". وأضاف أن "القلق بشأن مفاهيم مثل 'استنزاف الدماغ' و'تحلل الدماغ' أصبح شائعاً، وكذلك مصطلح 'الخرف الرقمي'، مما دفعنا للبحث في صحة هذه الادعاءات". كما أوضح سكولين أن إحباط الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن من استخدام التكنولوجيا قد يكون له فوائد، حيث يمثل تحدياً إدراكياً مفيداً للدماغ. وتظهر الدراسة أيضاً أن "الدعامة الرقمية"، التي تعني استخدام الأدوات الرقمية لإنجاز المهام اليومية، تسهم في تحسين الأداء الوظيفي لدى كبار السن، رغم التراجع العام في الأداء الإدراكي. وعلى الرغم من الجدل الدائر حول وسائل التواصل الاجتماعي، تشير النتائج إلى دورها الإيجابي في تعزيز الروابط الاجتماعية لدى كبار السن، مما يقلل من خطر الإصابة بالخرف.