الأنبار – في قصة ملهمة، يبرز الشاب عمر محمد خضير، الذي وُلِد عام 2011، كرمز للإبداع والتحدي رغم معاناته من مرض نزف الدم الوراثي المعروف بـ"الهيموفيليا". هذا المرض النادر، الذي يجعله عرضة لنزيف خطير عند أقل إصابة، لم يمنعه من التفوق وتحقيق إنجازات في مجالات العلم والتكنولوجيا. منذ صغره، عانى عمر من صعوبات صحية متعددة، حيث خضع لعمليات جراحية وعلاجات مكلفة، مما أضفى على حياته تحديات مستمرة. ومع ذلك، أظهر عمر إصرارًا استثنائيًا على التعلم والتطور، مما قاده للانضمام إلى مدرسة الموهوبين. في بيئة تشجع على الابتكار، بدأ عمر بتعلم البرمجة عبر الإنترنت، حيث استغل شغفه للتقنية ليطور أفكارًا مبتكرة. وقد استطاع أن يحقق نجاحات ملحوظة، منها اختراعات تهدف إلى مساعدة الآخرين مثل جهاز "منبه العوائق للمكفوفين" و"منبه ارتفاع الحرارة للرضع". حصل على جوائز مرموقة، منها لقب "أفضل مكتشف في الوطن العربي"، وذلك خلال مشاركته في مسابقات محلية ودولية. يُعتبر عمر مثالًا حيًا على كيفية تحويل الألم إلى قوة دافعة نحو النجاح، حيث يقول إن كل معاناة عاشها كانت دافعًا له لمساعدة الآخرين. ورغم التحديات الصحية المستمرة، لا يزال عمر يحلم بالتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، ويؤكد أن الدعم من أسرته ومعلميه كان له دور كبير في مسيرته. في ختام قصته، يبقى التحدي الأكبر لعمر هو الحصول على العلاج اللازم، الذي يحتاجه بانتظام لمواجهة مرضه، حيث تتراوح تكلفته بين ثلاثة ملايين دينار عراقي لكل جرعة. عمر محمد خضير، ليس مجرد مبتكر، بل هو رمز للأمل والتحدي في وجه الصعوبات، مما يجعله قدوة للعديد من الشباب في العراق وخارجه.