أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة نانكاي الصينية أن أوراق النباتات تمتلك القدرة على امتصاص الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الغلاف الجوي. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على انتشار البوليمرات البلاستيكية في الغطاء النباتي.
تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة Nature العلمية، حيث أكدت أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتواجد في جميع النظم الإيكولوجية، بما في ذلك التربة والماء والهواء. وقد أظهرت التجارب المعملية أن جذور النباتات قادرة على امتصاص هذه الجسيمات، التي تنتقل بعدها إلى السيقان.
تراوحت تركيزات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الهواء في بعض المناطق الحضرية بين 0.4 إلى 2502 جسيماً لكل متر مكعب. وقد أثبتت التجارب أن الأوراق تمتص الجسيمات النانوية مثل الفضة وأكسيد النحاس.
في دراسة سابقة في ساوثبورت الأسترالية، تم العثور على جسيمات أكريليكية في أوراق نبات Chirita sinensis، إلا أنها لم تقم بقياس الكمية أو ربطها بتلوث الغلاف الجوي. كما أظهرت دراسة في لشبونة وجود جسيمات بلاستيكية في الخس الحضري، ولكن لم يتم التمييز بينها بشكل موثوق.
جمع الباحثون عينات من الأوراق من أربعة مواقع في منطقة تيانجين، بما في ذلك نقاط قريبة من مصنع للداكرون ومكب نفايات، حيث أظهرت النتائج أن العينات من هذه المناطق تحتوي على مستويات بلاستيكية أعلى بحوالي 100 ضعف مقارنة بموقع الحرم الجامعي. تم رصد تركيزات عالية من مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) في هذه العينات.
بالإضافة إلى ذلك، تم رصد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في تسعة أنواع من الخضراوات الورقية، حيث تفوقت المحاصيل المزروعة في الحقول على تلك المزروعة في البيوت المحمية. النتائج أظهرت أيضاً تراكم جسيمات PET في أنسجة الأوراق بعد 24 ساعة من التعرض لغبار البلاستيك.
المعطيات تشير إلى أن الاكتشافات الجديدة تتطلب مزيداً من الدراسات لتقييم حجم مشكلة تلوث الغلاف الجوي بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة وتأثيراتها الصحية.