تواصلت فعاليات مهرجان بابل للثقافات العالمية في أجواء احتفالية غامرة بالثقافة والفنون، حيث شهدت المدينة التاريخية حركة ثقافية نشطة. افتتح المهرجان معرض الكتاب والفن التشكيلي، الذي شهد مشاركة واسعة لدور نشر عربية وعالمية، إلى جانب لوحات تشكيلية تعكس إبداع فنانين من العراق وخارجه، مما جسّد التقاء الكلمة بالصورة. وفي مشهد فني مميز، قدّم الفنان ثائر جبارة عرضًا مسرحيًا ارتجاليًا تفاعل معه الجمهور بشكل كبير، حيث امتزج الأداء اللحظي بالحوار العميق. وأكد جبارة في حديثه أهمية مسرح الشارع الذي يتفاعل مباشرة مع الجمهور، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الفن يحتاج إلى دعم أكبر في العراق. تجدر الإشارة إلى أن عرض جبارة يحمل عنوان (أغلفة تصرخ)، حيث عالجت المسرحية فكرة الغلاف كرمز لمحتوى الكتاب، ونجحت في إيصال رسالة حول الحرب وتأثيرها على المجتمع. كما شهدت دور النشر حضورًا لافتًا لعناوين جديدة تتناول قضايا الهوية والذاكرة، بالإضافة إلى كتب مخصصة للأطفال وروايات مترجمة. وأشادت الكاتبة سارة طالب سهيل بإقبال القراء على كتابها الجديد (العنف والهوية الضائعة)، الذي يتناول أنواعًا متعددة من العنف، لا سيما العنف النفسي. وأكدت سهيل أن الكتاب هو نتيجة عشر سنوات من البحث، مشيرة إلى أن المجتمع غالبًا ما يغفل أشكال العنف النفسية. وفي حديثها عن الحضارة العراقية، اعتبرت بابل أصل الحضارات، وعبّرت عن أهمية التاريخ والفن العراقيين. المهرجان يمثل منصة مهمة لتعزيز القراءة والفنون في العراق، ويعكس الجوانب المتنوعة للثقافة البابلية المعاصرة.