أظهرت دراسة حديثة أن دواء الميتفورمين، المعروف لعلاج السكري، قد يحمل فوائد غير متوقعة في الوقاية من سرطان الدم النخاعي الحاد، وهو نوع مميت من السرطان. فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج أجرى دراسة شاملة لفحص تأثير الميتفورمين على هذا النوع من السرطان، الذي يسبب وفاة حوالي 80% من المصابين به خلال سنوات قليلة من التشخيص. التجارب التي أجريت على الفئران والأنسجة البشرية أظهرت أن هذا الدواء يساهم في تقليل نمو الخلايا السرطانية المرتبطة بطفرة جينية في جين DNMT3A، والذي يُعتقد أنه مسؤول عن حوالي 16% من حالات سرطان الدم النخاعي الحاد. كما قام الباحثون بتحليل السجلات الصحية لأكثر من 400 ألف مريض، مما أظهر أن من تناولوا الميتفورمين كانوا أقل عرضة لتطور التغيرات الجينية المرتبطة بالمرض. تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة في مجال البحث الطبي، حيث قد يمثل الميتفورمين وسيلة منخفضة التكلفة للوقاية من هذا النوع القاتل من السرطان. ووفقاً للبروفيسور جورج فاسيليو، قائد الدراسة، فإن علاج سرطان الدم يمثل تحديات أكبر مقارنة بالسرطانات الأخرى، حيث تفتقر حالات سرطان الدم إلى الأورام القابلة للاستئصال. الدكتورة روبينا أحمد، مديرة الأبحاث في مؤسسة مختصة، أشارت إلى أن النتائج قد تفتح الأبواب لاستخدام الميتفورمين كعلاج منخفض التكلفة للسرطان في المستقبل. وأكدت تانيا هولاندز من المؤسسة ذاتها على أهمية إجراء مزيد من التجارب السريرية لتأكيد هذه النتائج على المرضى. الباحثون يخططون لبدء تجارب سريرية قريباً على المرضى الذين لديهم تغيرات في جين DNMT3A، والذين يُعتقد أنهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من سرطان الدم.