بغداد - يمثل آية الله العظمى السيد محمد باقر بن حيدر بن إسماعيل الصدر، أحد أبرز الشخصيات الدينية في العراق، والذي وُلِدَ في الكاظمية المقدسة عام 1935. نشأ في بيئة عائلية علمية، حيث بدأ مسيرته العلمية منذ سن مبكرة، فتعلّم القرآن والدراسة الحوزوية، واشتهر بتحديه للأنظمة الحاكمة، وخاصة النظام البعثي.
أسس السيد الصدر حزب الدعوة الإسلامية عام 1958، وعارض بشدة حزب البعث بعد استيلائه على الحكم عام 1968. وقد أطلق فتوى تحظر الانتماء لحزب البعث، مما أدى إلى تعرضه للاضطهاد من قبل النظام القمعي. تجسد حياته في مواجهة الظلم، حيث استمر في نشر أفكاره الإصلاحية وتعليم الطلاب لمدة ثلاثين عاماً.
أغنى السيد الصدر المكتبة العلمية بالعديد من المؤلفات التي تُعتبر مصدراً مهماً للباحثين، من بينها "بحوث في شرح العروة الوثقى" و"اقتصادنا" و"فلسفتنا". كان له تأثير كبير على الفكر الإسلامي في العراق، مما جعله رمزاً للإلهام الروحي للكثيرين.
أدى نشاطه الفكري إلى فرض الإقامة الجبرية عليه، والتي استمرت نحو تسعة أشهر، قبل أن يتم اعتقاله مع شقيقته الشهيدة بنت الهدى. استشهد السيد الصدر في نيسان 1980 تحت وطأة التعذيب، تاركاً وراءه إرثاً فكرياً وعلمياً لا ينسى، وعبارة خالدة تعكس شجاعته: "لو كان إصبعي بعثيّ لقطعته".