تشير عالمة النفس غالينا غوبانوفا إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يسهم في زيادة حالات الاكتئاب بين الأفراد. وتوضح كيف تؤثر الحياة الافتراضية سلبًا على الصحة النفسية. تقول غوبانوفا: "الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير عالٍ لذاتهم ويسعون للكمال هم الأكثر عرضة للخطر. الرغبة في تحسين الذات قد تؤدي إلى شعور متناقض بالنجاح، حيث يصبح المنطق هو: إذا لم أستطع، فلا قيمة لي". هذه المقارنات المستمرة مع نجاحات المدونين المشهورين تجعل من الشبكات الاجتماعية مقياسًا غير واقعي للإنجازات. كما تشير إلى أن العديد من الأشخاص يقارنون أنفسهم بصور "مثالية" في العالم الافتراضي، مما يؤدي إلى مشاعر الحسد والمرارة، ويعزز الأفكار السلبية. في بعض الأحيان، يكون الهدف من استخدام هذه الشبكات هو عرض إنجازاتهم، مما يدفعهم إلى الإحباط عند عدم تحقيق نفس المستوى. تؤكد غوبانوفا أن الحياة الافتراضية أصبحت أكثر أهمية لبعض المستخدمين من الحياة الحقيقية. وتقول: "كلما زادت انغماس الشخص في وسائل التواصل الاجتماعي، قل اهتمامه بما يجري حوله. التركيز يصبح على الرد على الرسائل والمشاركة في الصور، مما يعزز الشعور بالعزلة". ووفقًا لها، فإن الاستخدام المفرط لهذه الشبكات يغني الشباب عن النشاطات الحقيقية، مما يضعف ثقتهم بأنفسهم. فمشاهدة حياة الآخرين لا تعطيهم نفس الشعور بالرضا الذي يحصلون عليه عند تعلم مهارات جديدة. كما تحذر من أن القراءة المستمرة للأخبار السيئة تؤدي إلى التوتر والقلق، حيث يقع الأفراد الذين يعانون من قلق شديد في دوامة من القلق المتزايد. توصي العالمة بتقليص الوقت المخصص لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذا قد يكون صعبًا في البداية لكنه يصبح أسهل مع مرور الوقت.