تتزايد الدراسات حول عوامل خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، بعيدًا عن التدخين، لتشمل العوامل البيئية والمهنية، بالإضافة إلى عوامل مرتبطة بفترة الطفولة. أظهر بحث حديث أن اتباع نمط حياة غير صحي، مثل زيادة الوزن أو السمنة في مرحلة الطفولة، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن في سن البلوغ. ورغم وجود دراسات سابقة تشير إلى صلة بين السمنة والربو غير التحسسي ووظائف الرئة لدى البالغين، إلا أن العلاقة بين السمنة والانسداد الرئوي المزمن لا تزال بحاجة إلى مزيد من التوضيح. قاد فريق البحث، بإشراف فريدا ريختر وجينيفر لين بيكر من مركز البحوث السريرية والوقاية في مستشفى جامعة كوبنهاغن، دراسة تهدف إلى مراجعة تأثير وزن الطفولة على مخاطر الإصابة بالانسداد الرئوي. ومن المقرر عرض نتائج هذه الدراسة في المؤتمر الأوروبي للسمنة في إسبانيا بين 11 و14 مايو. تضمنت الدراسة متابعة بيانات 276 ألف شخص من سجلات الرعاية الصحية الوطنية في الدنمارك على مدى عدة عقود. وأسفرت النتائج عن أن النساء اللواتي كان وزنهن فوق المتوسط في الطفولة معرضات لخطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن بنسبة 10%. بينما زادت هذه النسبة إلى 26% لدى النساء ذوات الوزن الزائد، و65% لدى النساء اللواتي يعانين من السمنة. أما بالنسبة للرجال، فقد أظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن يرتفع بنسبة 7% لذوي الوزن فوق المتوسط في الطفولة، و16% لذوي الوزن الزائد، و40% لمن يعانون من السمنة. واختتم الباحثون بأن الوزن الأعلى من المتوسط خلال مرحلة الطفولة قد يسهم في زيادة خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن لاحقًا.