ناسا تصفح الحقائق العلمية لتفنيد نظرية الأرض المسطحة

تستمر نظرية الأرض المسطحة في إثارة الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتزايد المنشورات والمقاطع التي تدعي صحتها. وفي رد علمي حاسم، قدم الدكتور جيمس غارفين، كبير العلماء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، أدلة تاريخية ورصدية تدحض هذه المزاعم. أكد غارفين أن البشر يدركون كروية الأرض منذ أكثر من 2000 عام، حيث كان الفيلسوف اليوناني فيثاغورس أول من اقترح هذا المفهوم في عام 500 قبل الميلاد، وتبعه أرسطو الذي قدم دليلاً إضافياً في عام 350 قبل الميلاد من خلال ملاحظاته حول تغير مواقع النجوم عند الابتعاد عن خط الاستواء. وفي القرن السادس عشر، أثبت البحارة مثل السير فرانسيس دريك وفرديناند ماجلان كروية الأرض من خلال إبحارهم عبر المحيطات والعودة إلى نقطة الانطلاق من الاتجاه المعاكس، وهو ما يتعارض مع نموذج الأرض المسطحة. مع دخول عصر الفضاء في القرن العشرين، تمكن رواد الفضاء من مشاهدة انحناء الأرض، كما أظهرت الصور التي التقطتها المسبارات الفضائية كوكباً كروياً بوضوح. وأوضح غارفين أن اختلاف توقيت غروب الشمس في مواقع مختلفة يعد دليلاً آخر على كروية الأرض، حيث لو كانت الأرض مسطحة، لكان من المفترض أن تشهد جميع المناطق غروب الشمس في الوقت نفسه. علاوة على ذلك، بدأت بعض الشخصيات التي تروج لنظرية الأرض المسطحة بالتراجع عن معتقداتها بعد مواجهة الحقائق العلمية. فقد أقر أحد اليوتيوبر المعروفين، جيران كامبانيلا، بأنه شهد الشمس لا تغرب أبداً خلال صيف القطب الجنوبي، مما يتناقض مع الفكرة التي تقول بأن القارة القطبية الجنوبية هي "جدار جليدي" على حافة الأرض المسطحة. وفي سياق متصل، كشفت دراسة حديثة من جامعة نوتنغهام أن الأشخاص الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة مثل "الأرض المسطحة" قد يكونون أكثر عرضة لاضطرابات النوم، مما يؤثر سلباً على إدراكهم ويزيد من ميلهم لتصديق المعلومات الخاطئة. وأكدت الدراسة أن قضاء ساعات طويلة في تصفح هذه النظريات على الإنترنت ليلاً يؤدي إلى نقص النوم، مما يعزز هذه المعتقدات ويؤثر على السلوك الاجتماعي.

2025-03-14 20:00:13 - مدنيون

المزيد من المشاركات