بطاريات الجاذبية: الحل المبتكر لتخزين الطاقة المتجددة
يشهد العالم تحولا سريعا نحو الطاقة المتجددة، مما يطرح تحديات جديدة في كيفية تخزين الكهرباء الناتجة عن مصادر متقطعة مثل الشمس والرياح. ومع تزايد الطلب على الطاقة وضرورة توفيرها بشكل مستمر، برزت تقنية بطاريات الجاذبية كحل مبتكر للحفاظ على استقرار الشبكات الكهربائية. تقدم مصادر الطاقة المتجددة كميات كبيرة من الطاقة، إلا أن إنتاجها يتسم بالتقلب، حيث ينخفض إلى مستويات منخفضة أو ينعدم عندما تكون الشمس غير مشرقة أو الرياح ضعيفة. كما يزداد الطلب على الكهرباء مع انتشار المركبات الكهربائية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب طاقة حوسبة ضخمة. تظهر بطاريات الجاذبية كحل فعال لتخزين الطاقة على نطاق واسع، حيث تعتمد على استخدام قوة الجاذبية لتخزين الطاقة وتحويلها عند الحاجة. تعتمد هذه التقنية على مبدأ الطاقة الكامنة، حيث يتم رفع كتل كبيرة إلى ارتفاع معين، وتخزين الطاقة فيها بفضل الجاذبية. وعند انخفاض الكتلة، يتم تحويل الطاقة الحركية الناتجة إلى كهرباء بواسطة مولدات أو توربينات. تتميز طاقة الجاذبية بأنها أكثر استدامة من البطاريات الكيميائية، حيث لا تتعرض للتدهور مع مرور الوقت، مما يجعلها خيارا مناسبا لتخزين الطاقة على المدى الطويل. تشمل المشاريع الرائدة في هذا المجال مشروع EVx في الصين، الذي يتم فيه رفع كتل عملاقة تزن 24 طنا على برج ميكانيكي يبلغ ارتفاعه 120 مترا في أوقات فائض الطاقة. وعند الحاجة، يتم خفض الكتل، مما يحول طاقتها الكامنة إلى كهرباء بكفاءة تزيد عن 80%. في اسكتلندا، اختبرت شركة Gravitricity منصة تخزين طاقة باستخدام أوزان ثقيلة، حيث تم رفع وخفض كتل تزن 25 طنا، مما أظهر قدرة على تحسين استقرار الشبكة. تخطط الشركة لتوسيع هذه التقنية باستخدام المناجم المهجورة، مما قد يعزز الاقتصاد المحلي. رغم التحديات التي تواجه بطاريات الجاذبية، مثل التكلفة الأولية الكبيرة والتآكل الميكانيكي للأجزاء المتحركة، فإن صيانتها تعد أسهل مقارنة بتحديات إعادة تدوير البطاريات الكيميائية. إن توفر المساحة الرأسية في المواقع المناسبة يعزز فرص نجاح هذه التقنية. مع استمرار تطوير هذه الأنظمة، تُظهر مشاريع مثل EVx وGravitricity إمكانيات كبيرة لتحقيق استقرار الشبكات الكهربائية على المدى الطويل.
2025-03-13 05:00:18 - مدنيون