كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين النوم لفترات طويلة وزيادة خطر الإصابة بأمراض تهدد الحياة، من بينها مرض الزهايمر. يُعتبر النوم أحد العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الجسم والعقل، حيث يسهم في تعزيز الوظائف الإدراكية ودعم الجهاز المناعي وتنظيم الحالة المزاجية. ومع ذلك، قد تلعب مدة النوم دورًا حاسمًا في تحديد المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الأفراد. فبينما يرتبط النوم الكافي بتحسين الصحة العامة، قد يكون النوم لفترات طويلة أو قصيرة جدًا علامة تحذيرية لمشكلات صحية خطيرة، مثل التدهور المعرفي وأمراض القلب والسكري. أجرى فريق البحث تحليلًا لبيانات نوم نحو نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 38 و73 عامًا. وتبين أن النوم لأكثر من 7 ساعات قد يكون علامة على مرض كامن، وليس مجرد سبب مستقل للمشكلات الصحية. أشارت الأبحاث السابقة إلى أن النوم لأكثر من 9 ساعات يرتبط بمرض الزهايمر، إلا أن الدراسة الحالية توصلت إلى أن النوم المفرط قد يكون مؤشراً على أمراض قاتلة أخرى أيضًا. في المقابل، أوضح الباحثون أن قلة النوم - أي أقل من 7 ساعات يوميًا - قد تسبب مشكلات صحية مباشرة، مثل انخفاض الحالة المزاجية والإرهاق وضعف صحة العضلات والعظام. كما كشفت فحوصات الدماغ أن أدمغة من ينامون لفترات قصيرة تظهر انكماشًا في المناطق المسؤولة عن العاطفة، مما قد يفسر ارتباط قلة النوم بتقلبات المزاج. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين ينامون قرابة 7 ساعات يوميًا هم الأقل عرضة لمشكلات صحية خطيرة، مقارنة بمن ينامون أكثر أو أقل من ذلك. وقد وصف الخبراء هذه النتائج بأنها تحوّل جوهري في فهم العلاقة بين النوم والصحة، معربين عن أملهم في أن تساهم في الكشف المبكر عن الأمراض ووضع خطط علاجية فعالة لمشكلات النوم. يقول البروفيسور جيانفينغ فينغ، عالم الأحياء والمعد المشارك للدراسة، إن الهدف النهائي هو إنشاء ملف شامل لصحة النوم عبر مختلف مراحل الحياة، ما يوفر رؤى عملية تساعد الأفراد على تحسين صحتهم.