أعلنت منظمة بحثية عن جنوح الجبل الجليدي الأكبر في العالم، المعروف باسم (A23a)، على بعد حوالي 70 كيلومترا من جزيرة جورجيا الجنوبية، مما يثير مخاوف من تأثيراته المحتملة على الحياة البرية. يبلغ حجم هذا الجبل الجليدي حوالي 3300 كيلومتر مربع ووزنه يقترب من تريليون طن، وقد بدأ رحلته من القارة القطبية الجنوبية نحو الشمال منذ عام 2020. وأشار أندرو ميجيرز، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، إلى أن الجبل الجليدي قد بقي عالقا على بعد 73 كيلومترا من الجزيرة منذ الأول من مارس. رغم المخاوف من تعرض طيور البطريق والفقمات لمشكلات في التغذية بسبب اقتراب الجبل، أوضح ميجيرز أنه إذا ظل الجبل الجليدي عالقا، فلن يتوقع أن يؤثر بشكل كبير على الحياة البرية المحلية. ومع ذلك، أشار إلى أن العناصر الغذائية التي قد تطلقها ذوبانات الجبل الجليدي قد تعزز من توافر الغذاء في النظام البيئي، مما قد يكون له فوائد محتملة لطيور البطريق والفقمات. على صعيد الملاحة البحرية، لا يشكل الجبل الجليدي تهديدا كبيرا، حيث يمكن للسفن تجنبه بسهولة. لكن مع تفككه إلى قطع أصغر، قد تصبح بعض المناطق محظورة على سفن الصيد التجارية. تُعتبر جزيرة جورجيا الجنوبية موطنا لنحو 5 ملايين فقمة و65 مليون طائر من 30 نوعا مختلفا، وهي منطقة استراتيجية تثير النزاعات الإقليمية، حيث تطالب الأرجنتين بالجزيرة. في سياق متصل، حذر الباحثون من أن فقدان الصفائح الجليدية لـ 6 تريليونات طن منذ عام 2000 يشير إلى تسارع ذوبان الجليد بسبب تغير المناخ، مما يهدد بارتفاع مستويات المحيطات بشكل كبير. تعتبر ظاهرة الجبال الجليدية بهذا الحجم جزءا من دورة حياة الصفائح الجليدية، ولكن التحذيرات بشأن تغير المناخ تظل قائمة، خاصة بعد تسجيل درجات حرارة قياسية في العام الماضي.