دراسة تكشف عن مخاطر مسكن ألم شائع على نمو دماغ الجنين

كشفت دراسة حديثة عن احتمال وجود ارتباط بين استخدام مسكن ألم شائع، يتناوله العديد من النساء خلال فترة الحمل، وظهور اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال. أثارت هذه النتائج تساؤلات حول سلامة استخدام "أسيتامينوفين"، المعروف أيضاً باسم "باراسيتامول"، خلال الحمل، حيث أشارت الدراسة إلى تأثيره المحتمل على النمو العصبي للجنين. تضمنت الدراسة تتبع مستويات "أسيتامينوفين" في دم 307 نساء من ذوات البشرة السمراء أثناء الحمل. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا لهذا الدواء في الرحم كانوا عرضة للإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بمعدل ثلاث مرات مقارنة بأقرانهم. كما ارتفع هذا الخطر إلى أكثر من ست مرات بالنسبة للفتيات خلال السنوات العشر الأولى من حياتهن. رغم القلق الذي تثيره هذه الأرقام، يؤكد الخبراء أن النتائج ليست نهائية، ولا ينبغي أن تدفع الحوامل إلى الامتناع عن تناول الدواء بشكل كامل. فالتعامل مع ارتفاع الحرارة والألم غير المعالجين قد يكون له تأثيرات سلبية أكبر على صحة الجنين، مما يجعل استخدام "أسيتامينوفين" ضرورياً في بعض الحالات. تقول الدكتورة شيلا ساثياناريانا من جامعة ويسكونسن للطب: "لقد تمت الموافقة على استخدام "أسيتامينوفين" منذ عقود، لكنه لم يخضع بعد لتقييم شامل حول تأثيراته طويلة الأمد على النمو العصبي للجنين". تستمر المؤسسات الصحية الكبرى، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في التأكيد على أن الخطر المرتبط بـ"أسيتامينوفين" ضئيل للغاية، بشرط استخدامه بجرعات منخفضة ولفترة قصيرة. في عام 2021، دعا 91 عالماً وطبيباً وخبيراً في الصحة العامة إلى ضرورة الحذر عند استخدام "أسيتامينوفين" أثناء الحمل، مؤكدين على أهمية استشارة الطبيب قبل الاستخدام طويل الأمد. في الوقت الحالي، يُنصح النساء الحوامل بعدم التوقف عن استخدام "أسيتامينوفين" دون استشارة طبية، مع الالتزام بالجرعات الموصى بها لتحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر المحتملة.

2025-03-02 04:45:12 - مدنيون

المزيد من المشاركات