تسجل معدلات الإصابة بمرض السكري ارتفاعا مستمرا في أنحاء العالم، مما يدفع العلماء للبحث عن وسائل فعالة للوقاية من هذا المرض المزمن. وقد كشفت دراسة حديثة عن إمكانيات مستخلص براعم البروكلي، الذي يحتوي على مركب السلفورافان، في تحسين مستويات السكر في الدم لبعض الأفراد. تشير النتائج إلى أن فعالية هذا المستخلص تختلف بين الأشخاص، مما يفتح المجال لتطوير علاجات شخصية تعتمد على تحليل ميكروبات الأمعاء. ويعاني حوالي واحد من كل ثلاثة بالغين عالميا من مقدمات السكري، وهي حالة تتطلب اهتماما خاصا، حيث إن 70% من هؤلاء قد يتطور لديهم السكري من النوع الثاني إذا لم يتم التدخل. أظهرت الأبحاث دور ميكروبات الأمعاء في تنظيم مستويات السكر، مما يدل على أن تكوينها يمكن أن يؤثر على استجابة الأفراد للتدخلات الغذائية. وقد أظهر مستخلص براعم البروكلي قدرة على تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد، لكن فاعليته في حالات مقدمات السكري لا تزال بحاجة لمزيد من الدراسة. تم إجراء الدراسة على مجموعة من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عامًا، والذين يعانون من مستويات جلوكوز مرتفعة. وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تلقت إحداهما مستخلص براعم البروكلي والأخرى دواء وهميا. أظهرت النتائج انخفاضًا طفيفًا في مستويات الجلوكوز في الدم بين المجموعة التي تناولت المستخلص، لكن هذا الانخفاض لم يصل إلى المستوى المستهدف. وعلى الرغم من النتائج المحدودة، أظهرت فئة من المشاركين الذين يعانون من سمنة خفيفة استجابة أفضل، حيث انخفضت مستويات الجلوكوز لديهم بشكل ملحوظ. كما ارتبط وجود الجين BT2160 في ميكروبات الأمعاء بزيادة فعالية السلفورافان. تخلص الدراسة إلى أن مستخلص براعم البروكلي قد يكون مفيدا لبعض الأفراد، لكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم كيفية تحسين النتائج على المدى الطويل.