تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة: إشارات جديدة من طهران
يشهد النفوذ الإيراني في المنطقة تراجعاً ملحوظاً، حيث فقدت طهران تأثيرها في عدة دول بعد الأحداث الأخيرة. فقد أدت الثورة السورية إلى خروج سوريا من دائرة النفوذ الإيراني، كما تضررت العلاقة مع حزب الله في لبنان نتيجة الضغوط العسكرية. وفي اليمن، زادت الضغوط الأمريكية على الحوثيين من تراجع النفوذ الإيراني أيضاً.\n\nفي العراق، أظهرت الأذرع الإيرانية تراجعاً في موقفها الداعم للمحور الإيراني، حيث اقتصرت ردودها على التهديدات دون أي تحركات فعلية. وقد التزمت هذه الأذرع الحياد أثناء الهجوم الإسرائيلي على إيران، مما يعكس تراجعاً في القدرة على التأثير.\n\nتصريحات وزير الخارجية الإيراني الأسبق جواد ظريف كانت واضحة في هذا السياق، حيث أشار إلى أن وكلاء إيران ينفذون هجماتهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، مما أضر بمصالح طهران. وشدد ظريف على أن إيران دفعت ثمناً باهظاً لدعم هؤلاء الوكلاء، معتبرًا أن نشاطاتهم لا تعكس مصالحها.\n\nورغم محاولات إيران لتأكيد عدم مسؤوليتها عن الهجمات التي نفذها وكلاءها، إلا أن تصريحات ظريف أثارت تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإيرانية مع هؤلاء الوكلاء. حيث اعتبر المحلل السياسي فراس إلياس أن هذه التصريحات تعكس تغييرات في الخطاب الإيراني، مما قد يسهل إقامة علاقات جديدة مع دول الخليج والولايات المتحدة.\n\nكما أشار الباحث مجاهد الطائي إلى أن تصريحات ظريف تحمل دلالات على ازدواجية في الموقف الإيراني، حيث تسعى إيران إلى دعم محور المقاومة، بينما تتنصل من المسؤولية عن تصرفات الفصائل المرتبطة بها.\n\nوفي السياق ذاته، أكد الكاتب حسن فحص أن ظريف يحاول التنصل من الأوراق الإقليمية لإيران، لكنه يواجه صعوبة في نفي تأثير هذه الفصائل على السياسة الإيرانية.\n\nتجدر الإشارة إلى أن التحولات في السياسة الإيرانية قد تؤثر بشكل كبير على الوضع في العراق، حيث يتواجد نفوذ إيراني قوي، مما يستدعي مراقبة دقيقة لتطورات الأوضاع في المنطقة.
2025-12-12 18:45:21 - مدنيون