أكد أناتولي بيتروكوفيتش، مدير معهد دراسات الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن الطاقة النووية قادرة على دعم النشاط البشري على القمر والمريخ، متوقعًا انطلاق هذا النشاط في أربعينيات القرن الحالي.
وقال بيتروكوفيتش خلال كلمته في اجتماع أعضاء أكاديمية العلوم الروسية، إن "الأبحاث الجارية ضمن المشروع الفيدرالي الخاص بالطاقة النووية الفضائية"، مؤكدًا أن "مصادر الطاقة النووية وحدها تستطيع تأمين مستوى صناعي جديد من الاستهلاك في الفضاء وضمان نشاط دائم وذو أهمية عملية على القمر والمريخ".
وأضاف أن "المؤسسات العلمية الروسية تضع اليوم حجر الأساس لاستكشاف الفضاء السحيق طوال القرن الحادي والعشرين". وأوضح أن "تكييف التقنيات النووية مع ظروف الفضاء يتطلب جهودًا كبيرة في مجالات علمية وتقنية متعددة"، مشددًا على "ضرورة إنشاء مصدر طاقة صغير الحجم وفعّال، يمكن تركيبه تحت مخروط الصاروخ ليقاوم ظروف الإطلاق والهبوط على القمر والمريخ، بالإضافة إلى حل مشكلة التبريد في ظل الفراغ الفضائي والإشعاع الشمسي الشديد".
وبيّن بيتروكوفيتش أن "مؤسسات مثل (روس كوسموس) الفضائية و(روساتوم) النووية، إلى جانب معهد (كورشاتوف) وأكاديمية العلوم الروسية، تعمل حاليًا على معالجة هذه التحديات"، مشيرًا إلى "أهمية تطوير مواد تتحمل درجات حرارة تتجاوز 2500 درجة مئوية لعدة سنوات دون الحاجة إلى صيانة أو استبدال".
وشدد على "أهمية المشروع الوطني للفضاء، الذي يهدف إلى تنفيذ سلسلة من المهام والبعثات إلى الفضاء السحيق وتعزيز مكانة روسيا الريادية في أبحاث الفضاء العلمية". وأكد على "ضرورة التعاون بين المؤسسات العلمية محليًا ودوليًا، وبشكل خاص مع الشركاء الصينيين في مجال أبحاث الفضاء".
ويأتي ذلك ضمن المشروع الوطني "تطوير النشاط الفضائي للاتحاد الروسي"، الذي أقره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوائل حزيران/يونيو الماضي، بهدف جعل صناعة الفضاء الروسية مستقلة تقنيًا وقادرة على المنافسة عالميًا، إلى جانب فتح أسواق جديدة في مجالي التقنيات والخدمات الواعدة.
ويشمل المشروع إطلاق 1118 قمرًا صناعيًا للاتصالات واستشعار الأرض عن بُعد، ويتكوّن من ثمانية مشاريع فيدرالية، من بينها: "علم الفضاء"، و"الذرة الفضائية"، و"النظام الإنتاجي التقني"، و"الاتصال ورصد الأرض". ومن المقرر تخصيص نحو 4.4 تريليونات روبل لدعم المشروع حتى عام 2036، على أن يتم تخصيص 1.7 تريليون روبل خلال السنوات الست المقبلة.