شحنة النفط الكردي تصل إلى أمريكا.. تأثيرات استراتيجية على الطاقة العراقية

سلّط معهد واشنطن الضوء على الأهمية الرمزية والسياسية والاقتصادية لتسليم الشحنة الأولى من النفط المصدَّر من إقليم كردستان عبر خط الأنابيب (ITP) إلى ميناء لويزيانا الأمريكي. \n\nأشار المعهد إلى أن استئناف تدفقات النفط عبر خط الأنابيب يعكس احتمال تعزيز السياسة الأمريكية تجاه الشركاء والخصوم على حد سواء، بالإضافة إلى توفير النفط الخام منخفض التكلفة وبالنوعية المناسبة للمصافي الأمريكية. \n\nفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر، وبعد شهرين من إعادة فتح خط الأنابيب، تم تفريغ ناقلة نفط محملة بالنفط من إقليم كردستان في محطة ميناء لويزيانا النفطية. \n\nأوضح التقرير أن واشنطن لعبت دوراً مهماً في مشهد الطاقة العراقي، إذ ضمنت الاعتراف بحقوق الإدارة المشتركة الكردية في الموارد النفطية في دستور عام 2005، وربطت بين تشجيع مشاركة الشركات الأمريكية العالمية في جنوب العراق ودعم الشركات الأمريكية في الشمال. كما توسطت في العديد من الصفقات بين بغداد وأربيل حول تقاسم عائدات النفط. \n\nدعا التقرير المسؤولين الأمريكيين إلى الحفاظ على هذا الانخراط الوثيق نظراً لأهميته في استقرار العراق كمنتج ومصدر رئيسي للنفط للأسواق العالمية. \n\nاستناداً إلى بيانات شركة "كيبلر"، فإن الناقلة (سيوواي برازوس) قامت بتحميل نحو مليون برميل من الخام العراقي الشمالي في محطة جيهان قبل الإبحار نحو لويزيانا. ومن المتوقع تفريغ المزيد من هذه السفن في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة. \n\nتُشجع هذه الشحنات جزئياً الرغبة في الحصول على الخام الحامض المتوسط من النوع المنتج في شمال العراق، حيث تعمل المصافي الأمريكية على أنواع مختلفة من النفط، إلا أن جميعها لا يُنتَج محلياً أو يمكن نقله بكلفة فعّالة. \n\nعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تصدر الخام الحلو الخفيف، إلا أنها تستورد خامات متوسطة وحامضة ثقيلة لتلبية طلب المصافي. \n\nمن أجل جذب المشترين عبر جيهان، عرضت الشركات المصدّرة للنفط الكردي خصومات كبيرة بعد إعادة فتح خط ITP. وأكد التقرير على الأهمية الجيوستراتيجية لهذا الخط، مشيراً إلى أن الاتفاق المؤقت حول استئناف العمل به مهّد لمفاوضات إضافية بين بغداد وأربيل حول إنتاج النفط وصادراته. \n\nتعتبر هذه المحادثات وخط ITP ذات أهمية كبيرة لأسواق الطاقة العالمية والمصالح الجيوستراتيجية للولايات المتحدة. وذكر التقرير أن استخدام بغداد لهذا الخط لتصدير النفط من مناطق أخرى يعزز ارتباطها الثنائي مع تركيا، مما قد يساعد في تقليل النفوذ الإيراني. \n\nمع تطور علاقة الطاقة بين بغداد وأربيل، يمكن للشركات الدولية توسيع عملياتها في شمال العراق، ما يتيح للإقليم تصدير الغاز إلى بقية العراق ويقلل اعتماد بغداد على إيران. \n\nأشار التقرير إلى استهداف الفصائل الموالية لإيران لأكبر مجمع لإنتاج الغاز في كردستان مؤخراً، وخلص إلى ضرورة بذل المسؤولين الأمريكيين جهدهم لتسهيل المحادثات الناجحة بين العراق وتركيا بشأن صفقة توسيع خط ITP. \n\nكما أشار إلى أن ضغوط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد دفعت تركيا إلى تقليل وارداتها من النفط الخام الروسي والاتجاه نحو تنويع مصادرها النفطية، مما يجعل خط ITP قادراً على تزويد أنقرة بنفط مشابه ومن مصدر قريب وبخصومات محتملة.

2025-12-07 12:30:28 - مدنيون

المزيد من المشاركات