الطوفان: رسائل أمريكية حازمة لبغداد بشأن الأمن الإقليمي
كشف الخبير الأمني والاستراتيجي أعياد الطوفان عن تفاصيل الرسائل الأمريكية الحازمة التي تم نقلها إلى بغداد من خلال الوفود والزيارات الأخيرة. وأكد أن الولايات المتحدة لا تهتم بثروات العراق بقدر اهتمامها بمنع أي تهديد يمس أمن "إسرائيل" أو يدفع العراق نحو المحور الروسي – الصيني – الإيراني.\n\nوأشار الطوفان في لقاء متلفز إلى أن "الاعتقاد بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى نفط العراق غير دقيق"، موضّحاً أن "موازنة البنتاغون لعام 2026 تبلغ 878 مليار دولار، أي ما يعادل موازنات العراق لعشر سنوات". وأضاف أن "النفط العراقي يُعتبر عاملاً ثانوياً بالنسبة لواشنطن، حيث يمكن لدول الخليج تعويضه".\n\nوأوضح أن "الأهمية الحقيقية للعراق تكمن في دوره العسكري داخل محور المقاومة سابقاً وقدرته على تهديد إسرائيل، وليس في موارده الاقتصادية". ولفت إلى أن "الزيارات الأمريكية الأخيرة حملت ثلاث رسائل رئيسة ستتناولها زيارة المبعوث الرئاسي مارك سافايا المرتقبة".\n\nوتتمثل الرسائل في ضبط الفصائل المسلحة ومنع تحويل العراق إلى قاعدة خلفية لدعم حزب الله، وجعل العراق دولة محايدة لا تتبنى أي طرف من أطراف محور المقاومة، واعتبار أي تصعيد من الفصائل تهديداً مباشراً للحكومة الحالية والحكومات المقبلة.\n\nوأشار الطوفان إلى أن "هذه الرسائل أسفرت عن تشكيل ثلاث أجنحة داخل الإطار التنسيقي حالياً: الجناح البراغماتي بقيادة نوري المالكي وهادي العامري، الذي يسعى لحماية الدولة والحفاظ على علاقة طيبة مع واشنطن مع تهدئة جزئية للفصائل؛ الجناح المتشدد الذي تمثله الفصائل المرتبطة بإيران، ويرى أن أي تنازل لواشنطن خيانة لمحور المقاومة؛ والجناح الوسطي بقيادة حيدر العبادي وبدعم نسبي من قيس الخزعلي، الذي يطالب بتحييد العراق والسيطرة على الفصائل".\n\nوأضاف أن "النعومة الحالية في شعارات الفصائل جاءت نتيجة الضغوط الأمريكية الأخيرة"، مؤكداً أن "واشنطن تدرك أن التغيير قد يطال الواجهة السياسية للفصائل، لكنه لن يغيّر عقيدتها". واختتم الطوفان بالقول: "إن الأمريكيين يتعاملون مع الفصائل بواقعية، حيث يدركون أنها دخلت العملية السياسية عبر مقاعدها في البرلمان، لكنهم يصرّون على منع أي دور عسكري خارج إطار الدولة".
2025-12-02 09:45:22 - مدنيون