تشكيل المجلس السياسي الوطني: هل يستمر التحالف السني في مواجهة التحديات؟
بعد فترة من التشتت والانقسام الذي عانى منه البيت السياسي السني، اجتمعت القوى السياسية السنية مجدداً تحت مظلة المجلس السياسي الوطني، الذي يضم جميع القوى السنية الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 11 تشرين الثاني الجاري. \n\nوقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً في الأوساط الشعبية في المدن السنية، حيث يُعتبر اجتماع الخصوم السياسيين من شأنه تعزيز موقفهم خلال مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، ويعيد للمدن السنية وزنها السياسي في بغداد بعد فترة من التشرذم. \n\nأعلن قادة القوى السنية عن تشكيل تجمّع سياسي موحد تحت اسم المجلس السياسي الوطني، بهدف توحيد الرؤى والقرارات بعد الانتخابات التشريعية التي جرت بقوائم منفصلة، وذلك بدعوة من رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر. \n\nضم التحالف الجديد كلاً من تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، وتحالف العزم بزعامة مثنى السامرائي، وتحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر، وتحالف الحسم بزعامة ثابت العباسي، وحزب الجماهير الوطنية بزعامة أحمد الجبوري. \n\nحصلت القوى السنية المتحالفة في المجلس السياسي الوطني على نحو 70 مقعداً في البرلمان من أصل 329، وتسعى للحصول على منصب رئيس البرلمان بالإضافة إلى 6 وزارات، منها وزارات الدفاع والتخطيط والتربية، بعد توقف منح وزارات أخرى للسنة. \n\nوأكد البيان الصادر عن المجتمعين أن "المجلس سيكون مظلة جامعة لتنسيق المواقف وتوحيد القرارات إزاء مختلف الملفات الوطنية الكبرى، والعمل برؤية مشتركة لضمان الحقوق الدستورية وتعزيز التمثيل السني في مؤسسات الدولة". \n\nمحمد الطائي، المتحدث باسم تحالف السيادة، أوضح أن التحالف لا يسعى لأن يكون مجرد إطار للتنسيق، بل يسعى لتأسيس كيان سياسي دائم يمثل المدن السنية. \n\nعلى الرغم من التفاؤل بوجود تحالف يجمع القوى السياسية السنية، تشير بعض التوقعات إلى أن هذا التحالف قد لا يستمر طويلاً، ويعاني من خطر التفكيك كما حصل في السابق. \n\nيأتي تشكيل التحالف السني في وقت يتوحد فيه الإطار التنسيقي الشيعي، وهو ما يعكس الحاجة الملحة لوحدة القوى السنية لمواجهة التحديات التي تستهدف وجودهم في العملية السياسية. \n\nالباحث في الشأن السياسي عبد القادر النايل أشار إلى أن تشكيل مظلة سياسية موحدة للكتل السنية يأتي لمواجهة التحديات التي تستهدف وجودهم، ويجب أن تتضمن مطالبهم الأساسية على الساحة السياسية، مثل ملف المغيبين وعودة المهجرين. \n\nوشدد النايل على ضرورة إنجاح هذه المظلة، محذراً من أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى فقدان الكتل السنية لبوصلة العمل السياسي.
2025-11-24 18:00:26 - مدنيون