صرّح رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، بأن التدخلات الخارجية ناتجة عن الفراغ السياسي. وأوضح زيدان في كلمة ألقاها خلال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط (MEPS 2025)، أن التحولات الحالية في الشرق الأوسط تنقل المنطقة إلى مرحلة جديدة يتم فيها إعادة تشكيل خريطة النفوذ والتحالفات.
وأشار إلى أن العراق أصبح لاعباً محورياً بفضل خصوصيته التاريخية والجغرافية والسياسية، مما يجعله عنصراً مهماً في معادلة التوازن الإقليمي. وبيّن أن الاستقرار السياسي لم يعد حاجة داخلية فحسب، بل ضرورة إقليمية ترتبط بمستقبل الأمن في الشرق الأوسط، وبالانتقال من منطق النزاعات إلى منطق الشراكات والمصالح المشتركة.
وأكد أن مفهوم الاستقرار السياسي يعتمد على وجود نظام حكم راسخ، ومؤسسات دستورية فاعلة، وتداول سلمي للسلطة، وبيئة قانونية تحترم الحقوق وتُدار فيها الخلافات بوسائل سلمية. كما يشمل تعزيز بناء الدولة، وتفعيل الدستور والقانون، وجذب الاستثمارات، وتنشيط الاقتصاد الوطني، وتحقيق الأمن المجتمعي، وتقوية النسيج الاجتماعي، وإنهاء التدخلات الخارجية.
وتابع أن التطورات الإقليمية الأخيرة تتيح للعراق فرصة ليكون جسراً للتوازن بين المحاور المتصارعة، ومكاناً للحوار بين الأطراف الإقليمية والدولية، فضلاً عن دوره في مشاريع الربط الكهربائي والطاقة والنقل، ومكافحة التطرف والإرهاب.
وأضاف أن القضاء يشكّل عنصراً أساسياً في تعزيز الاستقرار السياسي، ليس فقط من خلال الفصل في المنازعات، بل كضامن لحماية الدستور وصون الحقوق وتنظيم العلاقة بين السلطات. ورأى أن اللجوء إلى القضاء لحسم الخلافات بدلاً من الشارع يُعد خطوة مهمة نحو دولة القانون.
وأكد أن القضاء العراقي أثبت كفاءته في محطات عديدة من خلال حسم الطعون الانتخابية، وتفسير النصوص الدستورية، والتصدي لمحاولات خرق الشرعية، مما أسهم في تنظيم المسار القانوني للعملية السياسية وتعزيز الثقة بالمؤسسات.