كشفت وزارة التخطيط عن استراتيجيات جديدة تهدف إلى تخفيف الضغط السكاني والعمراني في المدن الكبرى. وأشارت الوزارة إلى إعداد خطة لحصر إنشاء الجامعات الجديدة والأسواق الكبيرة في أطراف العاصمة. وذكر مدير عام دائرة التنمية الإقليمية والمحلية في وزارة التخطيط أن "استراتيجية الوزارة الحالية تهدف إلى تخفيف الضغط السكاني والعمراني عن المدن الكبرى، للتقليل من الزخم الحاصل في بغداد ومراكز المحافظات".
وأضاف أن "استحداث النواحي الجديدة يُعدّ خطوة مهمة في هذا الاتجاه، إذ إن كل ناحية تُعتبر مدينة جديدة تنشأ بالتدريج، وتُخصّص لها بلدية وتصميم أساسي". وأوضح أن "استحداث النواحي يسهم في التخفيف من الضغط الذي تواجهه مدينة بغداد ومراكز المحافظات، كما أن الارتقاء بالنواحي إلى مستوى الأقضية يساهم في هذا الهدف أيضًا".
وأشار إلى أن "الوزارة تستهدف من خلال مشاريعها تعزيز أقطاب التنمية الكبرى في المحافظات لتخفيف الضغط عن بغداد"، موضحًا أن "ميناء الفاو يُعدّ قطبًا تنمويًا ستنشأ إلى جانبه مدينة الفاو الجديدة، مما سيسهم في توفير فرص عمل للسكان ويخفف الضغط عن محافظة البصرة".
كما أشار إلى أن "المدن الصناعية خصص لها ما لا يقل عن (500) دونم في كل محافظة، فضلًا عن تخصيص مساحات مماثلة عند المنافذ الحدودية لإعادة بنائها وتطويرها، الأمر الذي يعزز أقطاب التنمية ويخفف الضغط على المدن الكبرى".
وأكد أن "التوجه الحالي يشمل إنشاء الجامعات الأهلية والأسواق الكبرى خارج مدينة بغداد، وذلك لإنعاش المدن الجديدة والحد من الاختناقات الحضرية في العاصمة". كما أوضح أن "الطريق الحلقي الرابع في بغداد سيكون له دور كبير في تشجيع التنمية الحضرية، ما يعزز نشوء مدن جديدة تساهم في تخفيف الضغط عن بغداد".
وتابع أن "وزارة التخطيط استبقت الأحداث من خلال استحداث مجموعة من النواحي الجديدة على مسار طريق التنمية، منها ناحية الخور في محافظة البصرة، وناحية أور في محافظة ذي قار، وناحية ساوة في محافظة المثنى، وناحية البسامية في الديوانية، وناحية النور في النجف الأشرف، إضافة إلى مدينة ضفاف كربلاء في محافظة كربلاء المقدسة".
كما شملت المشاريع ناحية العامرية التي تمت ترقيتها إلى قضاء العامرية في الأنبار، وناحية بوابة السلام في بغداد بالقرب من مدينة الجواهري الجديدة، وناحية النصر والسلام، فضلًا عن نواحي جديدة في صلاح الدين مثل ناحية السهل والحجاج والثرثار، باتجاه محافظة نينوى، إلى جانب مجموعة من النواحي المقترحة على مسار طريق التنمية.
وأكد أن "هذه المشاريع جميعها تسهم في تخفيف الضغط عن مدينة بغداد والمدن الكبرى"، مشيرًا إلى أن "المخططات الهيكلية المعتمدة هي مخططات استرشادية، والوزارة تعمل على إلزام المحافظات باتباعها عند تنفيذ المشاريع التنموية". وواصل حديثه بأن "إجراءات الحد من العشوائيات والتجاوزات تتم من خلال الاستحداث الحضري المنظم للنواحي الجديدة التي تُنشأ وفق تصاميم أساسية وتُدار ببلديات رسمية، مما يسهم في معالجة ظاهرة العشوائيات."