في يوم القضاء العراقي، يتجلى دور هذه المؤسسة كمحور أساسي لتعزيز الاستقرار وحماية حقوق الإنسان. ومن القضايا المهمة التي يسعى القضاء لحمايتها، هي حماية الكوادر الطبية، الذين يمثلون الجنود المجهولين في ميدان الصحة. يحمل الطبيب العراقي رسالة إنسانية تتطلب تفانيًا وإيثارًا، حيث يجابه التحديات بإرادة قوية. لكن، رغم الدور الجليل الذي يلعبه الأطباء، يواجهون اعتداءات لفظية وجسدية في بعض الأحيان، مما يعكس خللًا في التقدير تجاههم. مجلس القضاء الأعلى اتخذ خطوات جادة لمواجهة هذه الانتهاكات، حيث أصدر تعميمًا يفرض تشديد الإجراءات القانونية بحق المعتدين على الكوادر الصحية. هذا القرار يهدف إلى الحفاظ على سلامة الأطباء ودعم جهودهم في تقديم الخدمات الصحية. إلى جانب القضاء، تسهم وزارة الداخلية في تعزيز الحماية الميدانية من خلال إنشاء مراكز شرطة داخل المستشفيات وتكثيف التواجد الأمني. اعتقال المعتدين وإحالتهم إلى القضاء يعكس جدية هذه الجهود. ومع ذلك، فإن حماية الأطباء ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل تتطلب مساهمة المجتمع في تقدير دور هذه الفئة التي تسعى لصحة الناس. الأخطاء الطبية، كأي مهنة إنسانية، تحتاج إلى التعامل معها وفق القانون وبروح من التفاهم. تبرز نماذج مشرقة للأطباء العراقيين، مثل الدكتور محمد طاهر الموسوي، الذي ترك حياة مريحة ليكون في قلب المعاناة، مما يجسد قيم الإيثار والتضحية. دعم الكوادر الطبية يستدعي أيضًا دعوة الأطباء المغتربين للعودة إلى الوطن والمساهمة في تطوير القطاع الصحي. جهود القضاء ووزارة الداخلية تعكس تحسن البيئة الأمنية، ولكن نجاح هذه المهمة يعتمد على تكاتف المجتمع. حماية الكوادر الطبية ليست مجرد واجب قانوني، بل هي مسؤولية وطنية تعبر عن احترامنا للعلم والعمل الإنساني. الحفاظ على كرامة الطبيب يعني الحفاظ على حاضر الوطن ومستقبله.