تطوير حقل الصبة النفطي: 100 مليون برميل تعزز إنتاج العراق

يعتبر حقل الصبة النفطي من الحقول الاستراتيجية في جنوب العراق، ويقع في محافظة البصرة الغنية بالنفط. ورغم أنه لا يتمتع بشهرة الحقول الكبرى مثل الرميلة ومجنون، إلا أنه يحمل أهمية خاصة في الإنتاج الوطني. يتميز هذا الحقل بموقعه الجغرافي وخصائصه الفنية التي تساهم في استدامة إنتاجه بعد جهود تطوير ناجحة.
تم إدراج حقل الصبة ضمن الحقول التي أُعيد تأهيلها خلال العقدين الماضيين، في إطار مساعي وزارة النفط لزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل. تاريخ اكتشاف الحقل يعود إلى السبعينيات، إلا أن عمليات تطويره تأخرت بسبب الظروف السياسية والأمنية، قبل أن يتم إعادة النظر فيه بعد عام 2003.
تشير الدراسات إلى أن الحقل يحتوي على احتياطيات قابلة للاستخراج، مما جعله ضمن الأولويات في مشروعات التطوير الحديثة. تدير شركة نفط البصرة الحقل حاليًا، مع مشاركة شركة الهلال العراقية في بعض أعمال التطوير. وتعتمد عمليات تشغيل الحقل بشكل كبير على الكوادر الوطنية، مع الاستفادة من الدعم الفني من المقاولين.
تظهر الدراسات الجيولوجية إمكانات واعدة للحقل، مما شجع على استثمارات جديدة، خاصة مع اعتماد العراق على تطوير الحقول المتوسطة لسد الفجوات في الطاقة الإنتاجية. يأتي تطوير الحقل كجزء من رؤية شاملة لإعادة تنشيط الإنتاج النفطي في الجنوب، حيث شهدت السنوات الأخيرة تحركات حكومية لتوقيع عقود مع شركات متخصصة.
أشارت بيانات وزارة النفط إلى ارتفاع إنتاج الحقل بنحو 50% مؤخرًا، مع احتياطيات تقدر بنحو 100 مليون برميل من النفط القابل للاستخراج. ينتج الحقل أيضًا كميات متوسطة من الغاز الطبيعي تصل إلى نحو 20 مليون قدم مكعبة يوميًا.
خطة وزارة النفط لزيادة الإنتاج تهدف إلى رفع الحجم إلى 30 ألف برميل يوميًا، مع استخدام تقنيات حديثة في الحفر والاستكشاف. يسعى العراق إلى استغلال جميع مصادره النفطية، بغض النظر عن حجمها، لتحقيق التنمية المستدامة. ويؤدي حقل الصبة دورًا هامًا في دعم الاقتصاد المحلي في البصرة، من خلال توفير فرص عمل وتعزيز الإنتاج الوطني.