سلطت تقارير إعلامية الضوء على مشروع عراقي استراتيجي بقيمة 17 مليار دولار، يهدف إلى ربط ميناء الفاو في جنوب العراق بتركيا، ومن ثم بأوروبا، عبر شبكة من السكك الحديدية والطرق البرية. يُعرف هذا المشروع باسم 'طريق التنمية'، ويُعتبر مبادرة طموحة تهدف إلى تسهيل نقل البضائع من الخليج إلى أوروبا دون الحاجة للمرور عبر قناة السويس.
سيُدار الميناء كأحد أهم مراكز التجارة المخطط لها على الساحل الجنوبي للعراق. ووفقًا لمدير إدارة العلاقات والاتصالات في وزارة النقل العراقية، سيشمل المشروع أيضًا ثلاثة مطارات قائمة وثلاثة جديدة، بالإضافة إلى ربط 15 مدينة صناعية بشبكة النقل الجديدة.
يتميز الموقع الجغرافي للعراق بكونه في قلب طرق التجارة بين آسيا وأوروبا، مما يمنحه ميزة استراتيجية، خاصة أنه كان جزءًا من 'طريق الحرير' التاريخي، رغم الأضرار التي لحقت ببنيته التحتية نتيجة عقود من الحروب.
توقعات تشير إلى أن المشروع قد يحقق إيرادات تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا من رسوم العبور، مما يعزز الاقتصاد العراقي بشكل مستقل عن أسعار النفط. ومع ذلك، يُواجه المشروع تحديات جسيمة، منها التهديدات الأمنية من فصائل مسلحة والتنافس الإقليمي مع مشاريع مشابهة.
من المقرر تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، حيث يُتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول 2028، والثانية بحلول 2033، والثالثة بحلول 2050. نجاح المشروع يعتمد على قدرة العراق على الحفاظ على استقرار نسبي لضمان سلامة البضائع والمسافرين، حيث أن أي تدهور أمني قد يؤثر سلبًا على هذه الرؤية الطموحة.