صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، كتاب جديد يحمل عنوان "مدينة الكبيسات – دراسة تاريخية جغرافية اجتماعية" من تأليف شاكر عبد القهار محمد سعيد الكبيسي، وذلك ضمن سلسلة "مدن" التي تعنى بتوثيق الذاكرة الحضرية والثقافية للمدن العراقية.
سعى المؤلف إلى تسليط الضوء على مدينة كبيسة بوصفها واحدة من الحواضر العراقية ذات الجذور التاريخية العميقة، من خلال تقديم دراسة علمية متكاملة تستعرض الجوانب التاريخية والجغرافية والاجتماعية والثقافية للمدينة، وتوثق مراحل تطورها الإنساني وتنوعها الحضاري، انطلاقاً من إيمان راسخ بأهمية حفظ الهوية المحلية ضمن سياق وطني شامل.
توزع الكتاب على ثلاثة أجزاء، تناول الجزء الأول جغرافية مدينة كبيسة، ومحطات بارزة من تاريخها، والديانات التي مرّت بها المدينة وأثرها في تشكيل بنيتها الثقافية، إضافة إلى دراسة في المدلول المكاني والسمات الاجتماعية والعيش المشترك بين سكان المدينة. أما الجزء الثاني فقد خصصه الدكتور الكبيسي لتوثيق مسيرة التعليم في كبيسة، منذ نشأته الأولى وتطوره على مرّ العقود، مروراً بآثاره الاجتماعية والثقافية، كما اشتمل على دراسة وافية للموروث الشعبي الكبيسي، بوصفه مرآة لذاكرة المدينة وتعبيراً عن تراثها الأصيل وعاداتها المتوارثة.
وفي الجزء الثالث، استعرض المؤلف الجوانب العشائرية والاجتماعية لمدينة كبيسة، من خلال دراسة موسعة لعشائر بني كبيس الكريمة، موثقاً أصولها وفروعها وأعرافها وتقاليدها، ودورها في تعزيز النسيج المجتمعي، والحفاظ على القيم والهُوية الثقافية للمنطقة.