حكايات زوار معرض بغداد الدولي للكتاب: من العلاقة العميقة مع الكتاب إلى التواصل الثقافي

ترتبط العلاقة بين العراقي والكتاب بعمق كبير، تتجاوز التخصصات المعرفية لتغذي العقل والوجدان. يظهر ذلك بوضوح في معرض بغداد الدولي للكتاب، حيث تتحول القاعات إلى فضاءات تعكس تنوع الأذواق بين الأدب والرواية، التاريخ والسياسة، والتنمية الذاتية والفكر الفلسفي، مما يجعل زيارة المعرض تجربة استكشاف لعوالم جديدة.\n\nيصف أحد الزوار، محمد علي، تجربته بالقول: "حين أدخل قاعة المعرض، أشعر أنني أمام عالم كامل من الكتب، كل عنوان يجرني إلى زاوية مختلفة". ويضيف: "ارتبط العراقي بعلاقة وثيقة مع الكتاب، تمتد إلى شتى التخصصات التي تغذي عقله ووجدانه معًا".\n\nأما الكتبي أحمد السامرائي، فيشير إلى أن "ما يميز هذه الدورة ليس فقط كثرة العناوين المعروضة، ولكن أيضًا طبيعة الأسئلة التي يطرحها القراء على دور النشر". ويقول إن الزوار يسألون بشكل متكرر عن الروايات الحديثة والمترجمات الجديدة، بينما يهتم الأكاديميون بكتب التاريخ والسياسة، ويتجه آخرون نحو التنمية الذاتية والمهارات الحياتية. \n\nتشير الأرقام إلى وجود أكثر من 600 دار نشر عربية وأجنبية، مما يفتح خيارات واسعة أمام العراقيين قد لا تتوفر في المكتبات المحلية. في المعرض، يجد القارئ ما يصعب العثور عليه في السوق المحلية، سواء من حيث العناوين أو الطبعات الحديثة.\n\nالحاج عبد الكريم، موظف متقاعد، يزور المعرض كل عام برفقة زوجته، ويعتبره موعدًا ثابتًا. يقول: "نعتبر المعرض تقليدًا لا ينقطع، ومنذ سنوات طويلة ونحن نتردد إلى معارض الكتب". ويضيف: "أنا متقاعد الآن، لكن ما زلت أبحث عن الجديد في عالم النشر، فكل دورة تمثل لي رحلة عمر تتجدد كل عام".\n\nيستذكر أبو سيف، البالغ من العمر 63 عامًا، ذكريات قاسية خلال سنوات الحصار، قائلاً: "في التسعينيات، اضطررت لبيع جزء من مكتبتي الخاصة، وكانت تلك المرحلة أشد إيلامًا من أي خسارة أخرى". بعد نهاية تلك الحقبة، بدأ أبو سيف في البحث عن الكتب التي فقدها، مشيراً إلى أن المعرض يمثل له تعويضًا رمزيًا عن خسارة الماضي.\n\nفي سياق آخر، يصف المدرّس المتقاعد قاسم محمد، الذي يعتبر نفسه "الكاتب الهاوي"، علاقته بالمعرض قائلاً: "أشعر أنني جزء من هذه الحركة، وكأن نصوصي المبعثرة تجد مكانها بين الرفوف". ويؤكد أن المعرض يمنح الهواة والكتّاب الجدد الحافز للاستمرار، معتبراً كل دورة فرصة للعودة إلى الكتابة.

2025-09-12 09:45:28 - مدنيون

المزيد من المشاركات