حذّر باحثون أميركيون من أن ارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة قد يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر. وأظهرت دراسة عُرضت في اجتماع جمعية القلب الأميركية، أن الأطفال الذين تقع قراءات ضغط دمهم ضمن أعلى 10% مقارنةً بأقرانهم في العمر والطول والجنس، يواجهون خطراً مضاعفاً للإصابة بمضاعفات قلبية مميتة لاحقاً في حياتهم.
وقالت الدكتورة أليكسا فريدمان، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة نورث ويسترن: "لقد فوجئنا بالصلة القوية بين ارتفاع ضغط الدم في الطفولة ومشاكل القلب الخطيرة بعد مرور عقود، إذ يزيد الخطر بنسبة تصل إلى 50% خلال العقود الخمسة اللاحقة من حياة الفرد".
اعتمد الباحثون على بيانات نحو 38 ألف طفل خضعوا للفحص منذ عام 1959، حيث جرى قياس ضغط دمهم في سن السابعة. وبحلول عام 2016، توفي أكثر من 2800 مشارك في الخمسينات من العمر، بينهم أكثر من 500 حالة مرتبطة مباشرة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأكدت النتائج أن حتى الارتفاع المعتدل في ضغط الدم خلال الطفولة يزيد احتمالية الوفاة المبكرة نتيجة أمراض القلب، ما يدعم دراسات سابقة ربطت بين ضغط الدم في سن مبكرة ومشاكل القلب في مرحلة البلوغ.
وشدد الباحثون على ضرورة تبني عادات صحية منذ الصغر، منها: اتباع نظام غذائي متوازن يقلل من الدهون والسكر والصوديوم، وتجنب الأطعمة فائقة المعالجة مثل الوجبات السريعة، وممارسة الأطفال ساعة من النشاط البدني يومياً، مثل المشي وركوب الدراجات، والحفاظ على وزن صحي للوقاية من السمنة وضغط الدم المرتفع. وأشار الباحثون إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية ما زالت السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة، حيث أودت بحياة أكثر من 941 ألف شخص عام 2022.