أحمد الساعدي، الذي بدأ حياته كصياد في طفولته، تحول اليوم إلى واحد من أبرز المدافعين عن الحياة البرية في الأهوار العراقية. هذا التحول جاء نتيجة لتجربته الشخصية مع الطبيعة ومعاناتها من التدهور البيئي. يقول الساعدي: "ولدت ونشأت في المدينة، لكن زياراتي المتكررة إلى أقاربي في أهوار ميسان تركت أثراً عميقاً في داخلي".
بدأ شغفه بالأهوار منذ صغره، حيث كان يراقب الحياة البرية من حوله. ومع مرور الوقت، أصبح أكثر وعياً بتغيرات البيئة التي كانت تطرأ على هذه المناطق، مما دفعه للتفكير في تأثيرات نشاطاته كصياد. في أحد الأيام، خلال رحلة صيد، شهد موت عدد كبير من الأسماك وبدأ يدرك أن هوايته ليست مجرد تسلية، بل تؤثر على الحياة البرية.
وفي لحظة فارقة، قرر الساعدي التخلي عن بندقيته وبدء مسيرته كناشط بيئي، حيث ساعد في إنقاذ الطيور من برك المياه المالحة. يقول: "في تلك اللحظة، ألقيت السلاح والذخيرة جانباً، وركضت نحو البركة، غير آبه بملوحتها أو عمقها، دخلت المياه وأنا أفكر فقط بشيء واحد: كيف أنقذ هذه الكائنات؟".
أصبح الساعدي رمزًا للناشطين البيئيين في ميسان، حيث أطلق العديد من المبادرات لحماية الحيوانات المهددة، وخصوصًا مع تدهور بيئاتها الطبيعية. كما عمل على توعية المجتمع بأهمية حماية الأنواع المهددة من خلال تنظيم حملات توعوية مع المتطوعين.
كما أسس فريقًا بيئيًا من الشباب، حيث يعملون على دعم مشاريع حماية الغابات والأراضي الرطبة. ويؤكد الساعدي أن هناك تفاعلاً متزايدًا من الناس حول قضايا حماية البيئة، مشيراً إلى أن التقدم في هذا المجال قد يكون بطيئًا، لكنه ممكن مع وجود دعم شعبي وإعلامي.