اتفاق أذربيجان وأرمينيا: تحدٍّ جديد لإيران

وقع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف الأسبوع الماضي اتفاق سلام في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي. يهدف هذا الاتفاق إلى تأمين السلام بين أرمينيا وأذربيجان، اللتين شهدتا حروبًا وتوترات أمنية وسياسية منذ عام 1918. \n\nتشير الرواية الأرمنية إلى رغبة أرمينيا في أن تشمل منطقة ناخيتشيفا الأجزاء الأساسية من البلاد، بما في ذلك محافظة يريفان، بالإضافة إلى الأجزاء الشرقية والجنوبية من محافظة إليزابيثبول. في المقابل، تؤكد أذربيجان على سيادتها ووحدة أراضيها على تلك المناطق. \n\nفي العامين الماضيين، خاضت أذربيجان حربًا مع أرمينيا لاستعادة إقليم قره باغ المتنازع عليه، ونجحت بمساعدة تركيا في احتلال الإقليم وطرد السكان الأرمن، حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والاعتراف بالسيادة الأذربيجانية. \n\nبعد حرب أوكرانيا، تدخلت الولايات المتحدة، خصوصًا بعد تولي الرئيس ترامب منصبه، في أزمة وقف إطلاق النار الهشة بين باكو ويريفان. بذل وزير الخارجية الأمريكي جهودًا للتوصل إلى هذا الاتفاق، بينما سكتت موسكو عن هذه الترتيبات. \n\nنص الاتفاق على مساعدة الولايات المتحدة باستثمارات وتعاون اقتصادي، ويشمل إدارة الطريق الذي يربط بين تركيا وباكو عبر "ممر زنكزور"، الذي سيخضع للإدارة الأمريكية لمدة 99 عامًا. هذا الممر يقع على الحدود الإيرانية الشرقية، مما يعني أن الولايات المتحدة ستكون جارة لإيران على حدودها الشمالية الشرقية. \n\nالمقاربة السريعة لهذا الاتفاق توضح تداعياته على الوضع الجيوسياسي في المنطقة، التي تضم أرمينيا وأذربيجان، بالإضافة إلى تركيا وإيران وبحر قزوين. ومن الجدير بالذكر أن اسم الممر قد تم تغييره ليصبح "ممر ترامب" تقديرًا لجهود الرئيس الأمريكي. \n\nبينما تستفيد أرمينيا وأذربيجان من دعم الولايات المتحدة، فإن تركيا، العضو في حلف الناتو، تعد مستفيدة أيضًا من هذا الممر. ومع ذلك، تعتبر إيران في هذا الاتفاق الطرف المتضرر، حيث تؤثر هذه التطورات على أمنها واستقرارها، خصوصًا في ظل العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية مع أذربيجان. \n\nيعتبر "ممر ترامب" تحديًا جيوسياسيًا للجمهورية الإسلامية، حيث يمثل وجودًا أمريكيًا بالقرب من حدود إيران. ورغم ترحيب طهران بالاتفاق لكونه ينهي خلافًا تاريخيًا، فإنه يشكل تحديًا كبيرًا في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية.

2025-08-17 22:30:23 - مدنيون

المزيد من المشاركات