دراسة تكشف عن بروتينات قديمة تعود لمليوني عام وتقدم رؤى جديدة في التطور البشري

أظهرت دراسة أجراها علماء من أفريقيا وأوروبا وجود طفرة جينية نتيجة تحليل بروتينات في بقايا إحفورية في أفريقيا، مما يقدم منظورًا جديدًا للتطور البشري.على مدى ما يقرب من مئة عام، درس الباحثون أحافير تعود إلى نوع يُعرف باسم بارانثروبوس روبستوس، والذي عاش منذ ما بين 2.25 مليون و1.7 مليون سنة تقريبًا. يتميز هذا النوع بقدرته على المشي منتصبًا، مع فكين كبيرين وأسنان ضخمة.تتبع الأدلة الأحفورية تطور هؤلاء الأقارب الأوائل وصولاً إلى أسترالوبيثكس أفريكانوس، الذي عاش قبل 3.67 مليون سنة، وتُمثل هذه البقايا معالم تطورية رئيسية، مثل التحول إلى المشي على قدمين، وظهور استخدام الأدوات، ونمو حجم الدماغ، حتى ظهور الإنسان الحديث (الإنسان العاقل) في جنوب أفريقيا منذ حوالي 153,000 سنة.من الملاحظ أن بعض البروتينات يمكن أن تبقى على قيد الحياة لملايين السنين، حيث تلتصق بالأسنان والعظام، مما يجعلها مستقرة رغم التغيرات البيئية. تمكن الباحثون من تحديد الجنس البيولوجي لعينات الأحافير، وكشفوا عن اختلافات جينية دقيقة بين عيّنات تم تحليلها. كما رصدوا طفرة ملحوظة في جين مسؤول عن إنتاج المينا، وهو بروتين يُشارك في تكوين مينا الأسنان.عُثر على حمض أميني مشترك بين اثنين من الأفراد الذين تم تحليلهم، بينما امتلك الاثنان الآخران حمضًا أمينيًا لم يُحدد بعد بين القردة العليا، إلا لدى البارانثروبوس. الأهم من ذلك، أن أحد الأفراد كان يحمل كلا الحمضين الأمينيين، مما يُعد مثالًا مسجلًا على تغاير الزيجوت في بروتينات تعود لمليوني عام.تعتبر هذه النتائج دليلاً جديدًا يغير من طريقة تفسير العلماء للتنوع بين الأسلاف الأوائل، كما توفر بعضًا من أقدم البيانات الجينية البشرية المستعادة من أفريقيا، مما يسهم في فهم أعمق للعلاقات بين الأفراد، ويزيد من إمكانية تحديد ما إذا كانت الأحافير تُمثل أنواعًا مختلفة.

2025-08-15 19:15:20 - مدنيون

المزيد من المشاركات