دراسة: التربية السلطوية تعزز التفوق الدراسي للأطفال

كشفت دراسة بريطانية حديثة أن التربية السلطوية، التي تعتمد على وضع حدود واضحة مقرونة بدفء عاطفي، تُنتج أطفالاً يتفوقون دراسياً حتى سن الحادية عشرة. في ظل تزايد شعبية التربية اللطيفة بين الآباء، والتي تعتمد على الحوار وتجنب العقاب، تشير نتائج الدراسة إلى أن هذا النهج قد يؤثر سلباً على الأداء الأكاديمي للأطفال مقارنة بالتربية الأكثر حزماً.\n\nأجريت الدراسة من قبل المركز الوطني للبحوث الاجتماعية في بريطانيا، حيث تتبعت حوالي 6000 طفل من مختلف أنحاء إنجلترا على مدى أكثر من 10 سنوات. شملت الدراسة مقابلات مع أولياء الأمور ومعلمي الأطفال، بالإضافة إلى استطلاعات مرتبطة بالتحصيل الدراسي. وقد أظهرت النتائج أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات تعتمد على الصرامة المعتدلة مع الحب، كانوا أكثر قدرة على تحقيق الأهداف التعليمية في مجالات مثل القراءة والكتابة والرياضيات.\n\nوصرح الباحثون بأن "وضع حدود واضحة من قِبل الوالدين يرتبط بزيادة احتمالات تحقيق الأطفال للمستوى الأكاديمي المتوقع". بينما يُشيد مؤيدو التربية اللطيفة بقدرتها على تنمية الوعي الذاتي والذكاء العاطفي، يرى منتقدوها، مثل مديرة المدرسة الشهيرة كاثرين بيربالسينغ، أنها تُضعف سلطة الوالدين وتنتج أطفالاً غير منضبطين، مما يصعّب اندماجهم في البيئة المدرسية لاحقاً.\n\nيتم تعريف التربية السلطوية بأنها تمزج بين الصرامة والدفء، حيث لا يُمنع استخدام الحدود أو حتى الصراخ عند الضرورة، مع الحفاظ على دعم الطفل عاطفياً. ويعتبر الخبراء أن هذا النموذج يُعدّ أكثر توازناً من "التربية الاستبدادية"، التي تعتمد على الشدة دون تعاطف.\n\nتوضح البروفيسورة فيفيان هيل من معهد التعليم بجامعة كلية لندن أن التربية اللطيفة قد تعيق تأقلم الطفل داخل الصفوف الدراسية، حيث تشير إلى أنه "في الفصول الدراسية، لا مجال للتفاوض مع 30 طفلاً.. يجب أن يتمكن المعلم من فرض النظام والتعليم في آنٍ معاً."

2025-07-20 16:45:17 - مدنيون

المزيد من المشاركات