شعيرة المشاعل في النجف الأشرف: تجسيد تاريخي لمأساة الطف
انطلقت شعيرة "المشاعل" من منطقة العمارة، أحد أطراف النجف الأربعة، إلى الصحن الحيدري الشريف، في تجسيد سنوي يعبر عن الحزن والتضامن مع مصاب الإمام الحسين (عليه السلام). وأوضح هيثم أبو كلل، الممثل عن شعيرة المشاعل، أن هذه الشعيرة تعود إلى أيام الحاج المرحوم عطية أبو كلل في عام 1810م، وتوارثتها الأجيال حتى يومنا هذا، حيث يشرف عليها حالياً الحاج صالح أبو كلل.\n\nوأكد أبو كلل أن شعيرة المشاعل، التي تنطلق من منطقة العمارة نحو مرقد الإمام علي (عليه السلام)، تحمل رمزيات تاريخية، حيث كانت النار تُشعل لأغراض متعددة، وتمثل في هذا السياق نار الحرب ضد الظلم الذي وقع على الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته. كما أشار إلى أن هذه الشعيرة تتميز بـ"المشاعل المنوّرة"، التي ترمز إلى حرق خيام أطفال الحسين وما تعرضوا له من ترويع في كربلاء، وتعتبر من أبرز الشعائر في العشرة الأولى من شهر محرم.\n\nوأفاد صالح كريم أبو كلل، مسؤول المشاعل في محافظة النجف الأشرف، أنهم في حسينية أبو كلل مسؤولون عن المشاعل، بما في ذلك حمايتها وتوفير الحمايات الأمنية بالتنسيق مع القيادات الأمنية والعتبة العلوية. وأوضح أن عدد المشاعل الحالي بلغ 116، يمثل كل منها عشيرة واحدة، وقد تم تقسيمها على ثلاثة أيام، حيث يكون لكل مشعل يومان للدخول.\n\nوأشار أبو كلل إلى أن الأعداد تطورت عبر السنوات، إذ بدأت بـ17 مشعلاً ثم زادت تدريجياً حتى وصلت اليوم إلى أكثر من 100 مشعل. من جانبه، أكد حيدر رحيم، رئيس قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة، أن هناك طقوس خاصة للعتبة، أبرزها مشاعل طرف العمارة، ومواكب المشق التي تجوب الصحن العلوي. وأوضح أن العتبة العلوية وفرت تنسيقاً لضمان استقبال المعزين وتنفيذ خطة دخولهم ومشاركتهم في هذه الشعيرة العظيمة.
2025-07-04 16:45:19 - مدنيون