فتوى الجهاد الكفائي: نقطة تحول تاريخية في مواجهة الإرهاب بالعراق

في مثل هذه الأيام من عام 2014، أصدرت المرجعية الدينية العليا نداءً تاريخياً شكل بداية حقيقية لمواجهة الإرهاب في العراق. ومع الذكرى الحادية عشرة لفتوى الجهاد الكفائي، يتجلى الدور الكبير الذي لعبته هذه الفتوى في تعبئة الشعب العراقي لمواجهة تنظيم داعش. إذ تمكن العراقيون من تحطيم أحلام التنظيم في إقامة دولة الخوف والظلام، من خلال صمودهم وبسالتهم.\n\nأكد الشيخ صلاح الكربلائي، رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة، أن الفتوى التي أطلقت عام 2014 كانت نقطة تحول تاريخية، وأسهمت في إعادة تشكيل المجتمع العراقي وتوحيد صفوفه لمواجهة خطر الإرهاب. وأوضح أن الفتوى تجسد حرصاً إسلامياً عميقاً على حفظ الأمة، حيث لبّى أبناء الشعب من مختلف المكونات النداء، واصطفوا في صفوف الحشد الشعبي.\n\nكما أبرز الكربلائي مفهوم التكافل الاجتماعي الذي رسخته الفتوى، حيث دعمت العوائل أبنائها المقاتلين، وساهمت المدن والقرى في تأمين المال والغذاء والدواء للمقاتلين.\n\nمن جهته، أكد الشيخ علي القرعاوي، مدير مركز بيّنة للأمن الفكري والثقافي، أن الفتوى كانت لحظة فارقة في تاريخ العراق الحديث، حيث جمعت تحت رايتها كل أطياف الشعب العراقي في مواجهة داعش.\n\nوأشار الشيخ خالد الملا، رئيس مؤسسة جماعة علماء العراق، إلى أن الفتوى أعادت الثقة للمؤسسة العسكرية وبرزت الحشد الشعبي ككيان أمني رديف. فقد كانت الفتوى دعوة للالتفاف حول الوطن وليس لفئة معينة أو مذهب.\n\nكما أكد الشيخ ميثم الزيدي، رئيس فرقة العباس القتالية، أن الفتوى كانت بمثابة البلسم الذي ضمد جراح العراقيين في لحظة عصيبة. ولفت إلى أن الاستجابة الشعبية للفتوى كانت غير مسبوقة، حيث تدفقت الجموع من مختلف المحافظات.\n\nفيما بيّن سجاد الأسدي، مدير عمليات الفرات الأوسط في هيئة الحشد الشعبي، أن الفتوى مثّلت نقطة التحول الكبرى في مواجهة داعش، حيث استجاب الملايين للنداء وشاركوا في العمليات العسكرية التي انطلقت من عدة مناطق. وقدمت العتبات المقدسة دعماً لوجستياً وطبيًا للمقاتلين، مما ساهم في تحقيق النصر.

2025-06-13 17:30:27 - مدنيون

المزيد من المشاركات