يصادف غدًا الثالث عشر من حزيران، الذكرى الحادية عشرة لصدور فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الدينية العليا، والتي مثلت لحظة تاريخية فارقة في مسيرة العراق الحديثة. في وقت كانت البلاد تواجه خطر الانهيار أمام تمدد تنظيم داعش الإرهابي، جاءت الفتوى كصرخة وعي لإنقاذ الوطن، حيث استنهضت همم الآلاف من أبناء العراق للتطوع للدفاع عن الأرض والمقدسات، مؤكدة أن المرجعية كانت وما زالت صمام أمان الوطن.
وأكد مستشار رئيس الوزراء، فادي الشمري، أن فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في 13 حزيران 2014، شكلت نقطة تحول مصيرية في تاريخ العراق. وقال الشمري: "الفتوى جاءت في لحظة حرجة كانت فيها البلاد على وشك الانهيار، حيث أيقظت الوعي الوطني ودعت العراقيين بمختلف أطيافهم إلى الوقوف صفًا واحدًا دفاعًا عن الوطن والمقدسات".
وأشار الشمري إلى أن الاستجابة الشعبية كانت استثنائية، حيث لبّى مئات الآلاف من أبناء الشعب النداء واندفعوا للتطوع في القوات الأمنية وتشكيلات الحشد الشعبي، مقدّمين أرواحهم فداءً للوطن. وعكس ذلك عمق العلاقة بين المرجعية والشعب، وأظهر إرادة العراقيين في مواجهة التحديات.
كما أكد القيادي في ائتلاف النصر، أحمد الوندي، أن الفتوى شكلت نقطة تحول استراتيجية في مواجهة الإرهاب، وساهمت في توحيد الصف الوطني وتشكيل الحشد الشعبي. ولفت الوندي إلى أن الحشد الشعبي لعب دورًا حاسمًا في استعادة المناطق المحتلة بالتنسيق مع القوات الأمنية، مما مهد لتحقيق النصر على الإرهاب.
من جانبه، أشار المحلل السياسي حيدر البرزنجي إلى أن الفتوى كانت بمثابة الحصن المنيع الذي التف حوله العراقيون، وكانت الدافع الأول لتأسيس الحشد الشعبي الذي سطّر مع القوات الأمنية ملاحم بطولية. وأكد أن الفتوى شملت أيضًا أبعادًا إنسانية واجتماعية، من خلال إغاثة النازحين.
وفي سياق متصل، أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري سرمد البياتي أن الفتوى صدرت في وقت كان العراق يواجه فيه خطرًا وجوديًا، وشملت كل العراقيين بمختلف مكوناتهم، مشيرًا إلى أن الفتوى شكلت انطلاقة وطنية جامعة. وأوضح أن الحشد الشعبي قدم آلاف الشهداء والجرحى في سبيل تحرير العراق، ويجب أن تبقى الفتوى فاعلة في رعاية الجرحى ومساعدة النازحين وتعزيز التآخي بين أبناء الشعب العراقي.