دراسة: الطحالب السامة تهدد الحياة البحرية
أظهرت دراسة علمية حديثة أن نحو ثلثي بحيرات العالم شهدت تغيّرًا في لون مياهها خلال الأربعين عامًا الماضية، بفعل ازدياد انتشار الطحالب السامة نتيجة تغير المناخ وتلوث المياه بالأسمدة والمخلفات البشرية. تؤدي هذه الظاهرة إلى تكوين "مناطق ميتة" في البحيرات والأنهار والمحيطات، حيث تنعدم الحياة تقريبًا بسبب نفاد الأوكسجين وارتفاع مستويات السمية.\n\nتُعرف هذه الطحالب باسم "البكتيريا الزرقاء" أو "الطحالب الخضراء المزرقة"، وهي كائنات دقيقة تتكاثر بسرعة في المياه الدافئة الراكدة، وتفرز سمومًا عصبية تؤثر على الثدييات والأسماك والبشر. وقد تحولت نسبة كبيرة من المحيطات إلى اللون الأخضر الداكن، بعد امتصاصها أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري.\n\nكما سجّلت زيادة في انتشار هذه الطحالب في المياه العذبة بنسبة 44% خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، خاصة في آسيا وأفريقيا، نتيجة الاعتماد المكثف على الأسمدة الزراعية. وأشار الباحث يوهان روكستروم من معهد بوتسدام الألماني لأبحاث المناخ إلى أن "البشر تجاوزوا الحدود الآمنة لاستخدام النيتروجين والفوسفور في البيئة"، داعيًا إلى تقليص هذه الإمدادات بنسبة تزيد عن 75%.\n\nتسببت هذه الظاهرة في نفوق ملايين الأسماك في مناطق عدة حول العالم، كما لوحظ تزايد في السلوك العدواني للحيوانات البحرية نتيجة التسمم. حذّر خبراء من أن ارتفاع حرارة الكوكب سيؤدي إلى تفاقم المشكلة ما لم تُتخذ إجراءات جذرية.
2025-06-12 18:15:20 - مدنيون