تراث الألعاب الشعبية يحافظ على بهجة العيد في العراق
رغم التطور التكنولوجي وسلبياته، لا تزال الأحياء الشعبية في العراق تحتفظ بروح العيد كما كانت قبل عقود. تبقى الألعاب التقليدية مثل "الفرارة" و"المراجيح" و"الدولاب الهوائي الصغير" نصباً في شوارع الأحياء القديمة، حيث يتجمع الأطفال ليعيشوا لحظات الفرح والبهجة. \n\nيقول أبو حسين، أب لثلاثة أطفال: "أعيش في منطقة بعيدة، لكنني أحرص في كل عيد على إحضار أولادي إلى الأحياء الشعبية في منطقة الرحمانية، ليعيشوا معنى العيد الحقيقي كما عايشناه منذ ثلاثين سنة." ويضيف: "رأيت الفرحة في وجوه أطفالي وهم يشاهدون الألعاب والأطفال الآخرين، فهذه اللحظات لا تعوض." \n\nفي زاوية أخرى، ينتظر الأطفال دورهم لركوب عربة يجرّها حصان، مزينة بأشرطة ملونة. يشير أبو مهند، صاحب العربة، إلى أنه يمارس هذه العادة منذ أكثر من عشر سنوات، مضيفاً: "عندما يركب الأطفال وتبدأ الجولة، تتحول إلى لحظة احتفال كاملة. فرحهم صادق، والضحكات والأغاني تشكل عيداً مصغراً لا يحتاج إلى شاشات أو كهرباء." \n\nتوضح أم علاء، وهي جدة تراقب أحفادها، كيف يفضلون الأجواء التقليدية على الملاهي الحديثة، قائلة: "هنا يشعرون بالعيد الحقيقي، والألعاب الشعبية تصنع فرحاً حقيقياً، لأنها قريبة منهم، بحجمها وشكلها." \n\nيعبر حيدر كريم، شاب من أبناء منطقة الرحمانية، عن أهمية هذه الألعاب الشعبية، قائلاً: "هذه الألعاب تمثل جزءاً من ذاكرتنا الجماعية وتراثنا الشعبي، وهي ضرورة للحفاظ على معنى العيد وروحه. نحن نعيد إنتاج الفرح بأدوات بدائية، وننقله من جيل إلى آخر." \n\nتظل الأجواء مفعمة بالأطفال والضحكات، مما يعكس ارتباط المجتمع العراقي بتراثه وتاريخه، ويظهر كيف يمكن للألعاب التقليدية أن تصنع ذكريات جميلة تبقى حية في قلوب الأجيال.
2025-06-08 10:00:25 - مدنيون