البدو الرحل بين الديوانية والنجف: معيشة تقليدية تتحدى التغيرات
يعيش مواطنون في أطراف متعددة من الوطن حياة بدوية تتميز بالتنقل والرحيل، متمسكين بعادات وتقاليد توارثوها عبر الأجيال. ورغم دخول التطورات والتقنيات الحديثة إلى حياتهم، إلا أن هويتهم الثقافية تظل ثابتة. يتنقل البدو بين المحافظات، محافظين على نمط حياتهم التقليدي، ولم يتأثروا كثيرًا بالتغيرات المناخية والاجتماعية والاقتصادية. \n\nتتراوح مساكنهم بين الخيام المصنوعة من وبر الجمال أو الشعر، والبيوت الطينية البسيطة، خاصة في المناطق الزراعية. وفقًا للتعداد السكاني الأخير، يقطن البدو في خمس محافظات رئيسية، منها النجف الأشرف والمثنى ونينوى والأنبار وذي قار، بما في ذلك مدينة الشنافية في محافظة الديوانية. \n\nتحدث عباس فليح، أحد أبناء البدو الرحل، عن الصعوبات التي يواجهونها، مشيرًا إلى تأثير الجفاف وقلة الأمطار على الرعي، إضافة إلى نقص الأعلاف والموارد التعليمية في المناطق النائية. وأكد أن العديد منهم لم يتمكنوا من تلقي التعليم، حيث إن أغلبهم لا يجيد القراءة والكتابة. \n\nرغم هذه التحديات، يحاول البدو الحفاظ على تراثهم من خلال الاعتماد على الحرف اليدوية، مثل نسيج الخيام وغزل الصوف وصناعة الأدوات التقليدية. كما أشار فليح إلى تغيرات في عادات الزواج، حيث أصبح بإمكان الشاب رؤية خطيبته والتوافق معها بسهولة، مقارنة بالماضي. \n\nأما الحاج حسين خضير، فقد تحدث عن الحياة اليومية للبدو، مشيرًا إلى أن النهوض في الصباح الباكر ورعي الحيوانات يعد جزءًا أساسيًا من حياتهم. وتعاني هذه الحياة من قلة المياه وصعوبة نقل المرضى في حال تعرضهم لعارض صحي. \n\nوأكد خضير على أهمية العلاقات الاجتماعية بين البدو، حيث يتمسكون بالعادات والتقاليد الأسرية، ويحرصون على إقامة مأدبة طعام في المناسبات. ومن أشهر الأكلات التي يتم تقديمها هي الهريس والمفروك.
2025-06-06 13:15:20 - مدنيون