مكة المكرمة – تشهد مكة المكرمة، وعلى بُعد 550 مترًا فقط من المسجد الحرام، تنفيذ أحد أكبر مشاريع التطوير الحضري الشامل في تاريخها الحديث، وهو مشروع "مسار". يهدف هذا المشروع إلى تحسين جودة الحياة لسكان مكة وتوفير تجربة روحانية متميزة للحجاج والمعتمرين.
يمتد مشروع "مسار" على مساحة إجمالية تبلغ 1,250,000 متر مربع، ويشمل 205 قطع تطويرية تضم وظائف فندقية وتجارية وصحية وتعليمية وسكنية. كما يشتمل المشروع على مسجد الملك عبد الله، الذي يُعتبر ثاني أكبر مسجد في مكة بعد المسجد الحرام، بطاقة استيعابية تصل إلى 14 ألف مصل.
يتضمن المشروع أيضًا شبكة نقل متطورة تشمل 11 محطة للحافلات، بالإضافة إلى ممر مشاة مركزي بعرض 60 متراً، مما يضمن تنقلاً آمناً وسلساً للزوار. كما تم التخطيط لدمج مترو مكة ضمن شبكة النقل الخاصة بالمشروع لتعزيز التكامل بين وسائط النقل.
يستوعب مشروع "مسار" 158 ألف نسمة، حيث تم تخصيص 63% من الطاقة الاستيعابية لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام، و31% للسكان الدائمين. ويُتوقع أن يكون المشروع نقطة جذب عالمية بفضل قربه من الحرم وكفاءة تصميمه.
بتكلفة إجمالية تُقدّر بـ 110 مليار ريال سعودي، بدأ العمل في المشروع رسميًا عام 2017، ومن المقرر أن يُستكمل بحلول عام 2038. وقد تم نزع ملكية 3727 عقارًا لمواطنين في مناطق التطوير، حيث تم تعويض جميع المتضررين بشكل عادل.
على الرغم من الطابع العصري للمشروع، إلا أن الحفاظ على التراث المعماري لمكة كان من الأولويات، حيث تم الاهتمام بعناصر الهوية المعمارية الإسلامية وتوثيق المعالم التاريخية.
يمثل مشروع "مسار" أكثر من مجرد تطوير عقاري، بل هو رؤية جديدة للمدينة المقدسة، تجمع بين الراحة الروحية والوظائف الحضرية والنمو المستدام، ومن المتوقع أن يصبح أحد أبرز معالم مكة في القرن الواحد والعشرين.