بغداد تتصدر المشهد العربي بإطلاق المركز العربي للذكاء الاصطناعي

في قاعة تعكس تاريخًا عريقًا وتطل على آفاق المستقبل، أعلنت قمة بغداد العربية الرابعة والثلاثون لعام 2025 عن تأسيس "المركز العربي للذكاء الاصطناعي"، خطوة غير مسبوقة تعكس تحولا استراتيجيا في رؤية العرب نحو العالم الرقمي الجديد. المركز ليس مجرد توصية بيروقراطية، بل يعبر عن نية صريحة لمشاركة الأمة العربية في ثورات البيانات بدلاً من أن تكون متفرجة عليها. في عالم تسيطر فيه الخوارزميات على مصائر البشر، حيث يُتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى 1.5 تريليون دولار خلال خمس سنوات، فإن الاقتصادات التي تعتمد فقط على الموارد الطبيعية تواجه خطرًا كبيرًا. بغداد، التي تستضيف الأشقاء العرب، تسعى من خلال هذا المركز إلى تعزيز العمل العربي المشترك في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية العربية وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي. هذه المبادرة تمثل تحولًا في الخطابات السياسية التقليدية، حيث اختار العراق، الذي يشهد تحولا عمرانياً وتنموياً، أن يضيف بعدًا معرفياً لدوره الإقليمي. إعلان "المبادرة العربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة" يعكس فهماً عميقاً لحاجة المنطقة للاستثمار في العقول، رغم أن المحتوى العربي لا يمثل أكثر من 3% من إجمالي الإنترنت. بغداد، التي شهدت قبل أكثر من ألف عام ميلاد بيت الحكمة، تُعيد اليوم تشكيل صورتها كعاصمة للمبادرات الكبرى. في زمن تتغير فيه موازين القوى بتأثير التكنولوجيا، يبدو أن المركز الجديد يمثل أحد أهم القرارات العربية منذ سنوات. فهل ستبدأ الدول العربية رحلة التحول من مستهلكين للذكاء الاصطناعي إلى صُناع له؟ الجواب في بغداد هو: نعم.

2025-05-21 08:00:21 - مدنيون

المزيد من المشاركات