أثار وزير الصحة الأميركي السابق، روبرت إف. كيندي الابن، جدلاً واسعاً بتشكيكه في سلامة لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) المستخدمة ضد فيروس كورونا. ووفقاً لمعلومات صحفية، دعا كيندي العلماء إلى حذف أي إشارة لهذا النوع من اللقاحات من طلبات التمويل المقدمة للمعاهد الوطنية للصحة.
في الوقت ذاته، تدرس هيئات تشريعية في عدد من الولايات الأميركية مشاريع قوانين تهدف إلى حظر أو تقييد استخدام هذه اللقاحات، حيث وصفتها بعض الجهات بـ"أسلحة دمار شامل".
تعتبر لقاحات mRNA من الأدوات الواعدة في مكافحة الأمراض المعدية وعلاج السرطان والاضطرابات الوراثية، حيث تعمل على نقل التعليمات من الحمض النووي إلى خلايا الجسم لتوليد بروتينات تحفز الجهاز المناعي.
تعتمد هذه اللقاحات على جزيئات دهنية تحمل خيوط الحمض النووي الريبوزي، تدخل إلى خلايا الجسم وتدفعها لإنتاج بروتين مشابه لفيروس كورونا، مما يثير استجابة مناعية تحمي الجسم من العدوى المستقبلية.
رغم المخاوف التي أثيرت حول سلامة لقاحات mRNA، يؤكد مختصون أنها لا تؤثر على الحمض النووي البشري، وأن الآثار الجانبية الشائعة تشمل آلاماً عضلية وأعراضاً خفيفة. وأثبت مرور أكثر من أربع سنوات على استخدام هذه اللقاحات دون آثار خطيرة تعزيز ثقة المجتمع العلمي بها.
فيما يتعلق بمخاطر التهاب عضلة القلب، يشير الأطباء إلى أن خطر الإصابة بالالتهاب أعلى بكثير عند الإصابة بفيروس كورونا مقارنة بخطر الالتهاب المرتبط باللقاحات.
علاوة على ذلك، يمتد استخدام تقنية mRNA إلى أبحاث لعلاج أمراض متعددة مثل السرطان والسكري، حيث أظهرت بعض الدراسات استجابات مناعية واعدة في علاجات جديدة.
بالرغم من إمكاناتها الكبيرة، يؤكد الأطباء أن هذه التقنية ليست علاجاً سحرياً، بل تعتبر أداة إضافية في arsenal الطب الحديث.